قال مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي ورئيس المجالس النيابية الأسبق، إن حرب الكويت كانت صدمة كبيرة للعرب جميعا، وأن الجميع تصور أنها نوع من أنواع التهديد الذي ستتم تسويته وأن الانسحاب سيتم خلال أيام.
أضاف "شهاب" في حوار خاص لـ "القاهرة الإخبارية"، أن مصر قيادة وشعبًا لم تتصور أن تقدم دولة عربية على احتلال أخرى شقيقة، ولهذا وجهت دعوة لعقد قمة عربية طارئة، وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل ضم كلًا من وكيل وزارة الخارجية السعودية ونظيرة السوري؛ لتنظيم انعقاد قمة حرب الخليج الثانية الطارئة بعد الغزو العراقي للكويت.
أوضح أستاذ القانون الدولي، أن الفريق المصري السعودي السوري وضع السيناريو المتوقع حدوثه والبيان الذي يمكن أن يصدر، وما يمكن عرضه ليحظى بتأييد أكبر عدد من الدول، لافتًا إلى هناك بعض الأغلبية ضد العدوان على الكويت والبعض الآخر أقلية، ترى مبررًا للغزو.
ذكر مفيد شهاب، أن الاجتماع الذي عُقد قبل القمة تم تأجيله عدة مرات لمزيد من التشاور، وظلت اللقاءات مستمرة تمهيدًا للجلسة الحاسمة التي كان من المقرر لعقدها يوم 10 أغسطس في تمام الساعة الثالثة عصرا بحضور جميع الوفود ورئيس الجمهورية المصري الداعي لتلك القمة للخروج بنتائج إيجابية تنهي موضوع الغزو.
أكد رئيس المجالس النيابية الأسبق، أنه على مدار الثلاثة أيام التي عُقدت خلالها القمة والتواصل مع عدد من الوفود العربية: "شعرت أن نقاط الخلاف شديدة للغاية فضلًا عن الموقف العراقي المتصلب والمتشدد، ولهذا كانت الصورة غير مطمئنة وأن مصر شعرت بمسؤوليتها، ورُغم صعوبة الموقف كانت تتدخل وتقدم الحلول".
دور مصر المحوري في إنهاء أزمة غزو الكويت
أضاف "شهاب": "القمة كانت تاريخية رُغم الظروف الصعبة للغاية والانقسام الشديد بين الدول العربية وعدم الإحساس بخطورة الموقف وعدم فاعلية ما صدر عن الأمم المتحدة، كل ذلك دعاني للقلق.. رُغم ذلك كنت أشعر بالسعادة أن بلدي مصر رغم ظروف وضعها في الجامعة العربية كانت تقود وتتحرك".
أوضح أن مصر والعرب قاموا بحركة دؤوبة قبل القمة، إذ حرصت على أن يحظى البيان بأغلبية، وتم طرح تأجيل القمة إلا أن القاهرة رفضت هذا الاقتراح، حيث شعرت بالخطر لاستمرار الغزو العراقي.
أكد أستاذ القانون الدولي، أن مصر حذرت بالقمة وأكدت بطلان الغزو العراقي وأن هذا الفعل مخالف لميثاق الجامعة العربية، وأنه أمر غير مشروع وأنه لابد من إيجاد حلول عربية، رافضة تدخل القوى الأجنبية، مُحذرة من القرارات المؤلمة للعالم العربي.