كشف رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية محمد مصطفى، أن مناقشات تجري لعقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد الدمار الهائل الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية.
وجاء حديث رئيس الوزراء الفلسطيني عقب لقائه سفراء وقناصل أوروبيين برام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وفق بيان صادر عن مكتبه. وأشار مصطفى إلى وجود مناقشات مع الشركاء ومع عديد الأطراف في المجتمع الدولي، لعقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار غزة، بالإضافة لإنشاء هيئة وطنية مستقلة لإعادة الإعمار بطريقة شفافة وأكثر كفاءة.
وأكد أن غرفة العمليات الحكومية الطارئة لقطاع غزة باشرت عملها عبر لجان مشتركة، من مختلف الوزارات والهيئات الحكومية في الضفة الغربية، إلى جانب طواقم في القطاع. وشدد على أهمية مساندة المجتمع الدولي لجهود المؤسسات الفلسطينية والتنسيق معها، لتعزيزها على صعيد الإغاثة الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية بغزة، والتعافي الاقتصادي، وإعادة عجلة الإنتاج.
وأشار إلى أنه سيتم قريبًا عرض تقرير مفصل للخسائر والأضرار في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، ويشمل إلى جانب الأضرار والخسائر في البنية التحتية والمنازل، الجانب الاجتماعي والاقتصادي والزراعي والعديد من القطاعات الأخرى.
كما أكد مصطفى جاهزية الحكومة لتولي مسؤولياتها كاملة في القطاع، والسير قدمًا في توحيد المؤسسات الفلسطينية، في الطريق نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، الأحد 19 يناير الجاري، مما أوقف حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة استمرت 15 شهرًا، وألحقت دمارًا هائلًا في القطاع. وفيما يلي بعض التفاصيل عن حجم الدمار الذي طال القطاع المحاصر جراء جرائم الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية التي دامت 471 يومًا.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن الإبادة الإسرائيلية أدت إلى خسائر مباشرة تقدر بـ33 مليار دولار.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى 40 مليار دولار، وستستغرق عملية إعادة بناء جميع الوحدات السكنية المدمرة نحو 80 عامًا.
وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر العام الماضي، أن إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة قد يستمر حتى عام 2040 على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود من الزمن
ووفقًا لبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة قبل الحرب، أكثر من 170 ألف مبنى، تهدمت أو سويت بالأرض. وهذا يعادل حوالي 69% من إجمالي المباني في قطاع غزة.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن هذا الإحصاء يتضمن ما مجموعه 245 ألفًا و123 وحدة سكنية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليًا إلى مأوى في غزة.
وذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وأثرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
وأظهر تحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية هذا الشهر، أن المتاح الآن من إمدادات المياه أقل من ربع الإمدادات قبل الحرب، في حين تعرض ما لا يقل عن 68% من شبكة الطرق لأضرار بالغة.
وأشارت الأمم المتحدة في تقدير لها هذا الشهر، إلى أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عامًا وتكلف 1.2 مليار دولار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الأمم المتحدة، أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجائعين في القطاع الذي مزقته الحرب، تدهورت بسبب الصراع.
وتكشف البيانات زيادة في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضروات في القطاع الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع بعد 15 شهرًا من القصف الإسرائيلي.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن 15 ألف رأس من الماشية، أو أكثر من 95% من إجمالي الماشية، ونحو نصف الأغنام، ذبحت أو نفقت منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وتُظهر البيانات الفلسطينية أن الصراع أدى إلى تدمير أكثر من 200 منشأة حكومية و136 مدرسة وجامعة و823 مسجدًا و3 كنائس. وأظهر تقرير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن العديد من المستشفيات تهدمت أثناء الصراع، حيث لم تعد تعمل سوى 17 وحدة فقط، من أصل 36 وحدة، وبصورة جزئية في يناير.
وسلط مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية الضوء على مدى الدمار على الحدود الشرقية لقطاع غزة. فحتى مايو 2024، كان أكثر من 90% من المباني في هذه المنطقة، بما في ذلك أكثر من 3500 مبنى، إما مدمرة أو تعرضت لأضرار.