شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، توقيع الاتفاق التنفيذي لمنحة مشروع تحسين تجهيزات المركز الثقافي القومي "دار الأوبرا المصرية"، بالتعاون مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير إيواي فوميو، سفير اليابان لدى مصر، بحضور الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، وكاتو كين، الممثل الرئيسي لمكتب "جايكا" بمصر.
تبلغ قيمة المنحة 180 مليون ين ياباني (ما يعادل 1.17 مليون دولار أمريكي)، وتهدف إلى تحسين البنية التحتية لدار الأوبرا، من خلال تحديث الأجهزة والمعدات ورفع كفاءة المسارح، بما في ذلك تطوير صالة المشاهدة للمسرح الكبير، وذلك وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الثقافة المصرية.
تعزيز التراث الثقافي ودعم الابتكار الفني
وفي كلمته، أكد "هنو" أن المشروع يمثل خطوة مهمة في جهود تعزيز المشهد الثقافي في مصر، قائلًا: "دار الأوبرا المصرية كانت ولا تزال منارة للتميز الفني، وهي تمثل رمزًا للعلاقات الثقافية العميقة بين مصر واليابان، وهي أيضًا معلم بارز في سعي مصر للحفاظ على تراثها الثقافي الغني، مع احتضان المستقبل بأدوات وتقنيات تدعم الابتكار في الفنون."
وأضاف أن المشروع يسهم في تحسين البيئة التي تروج للإبداع الفني، مؤكدًا أن الوزارة مستمرة في تعزيز نظام ثقافي مزدهر يتطلع للمستقبل بأمل وعزيمة.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليابان
من جهتها، أكدت "المشاط" أن توقيع الاتفاقية يمثل إضافة جديدة للشراكة التاريخية مع اليابان التي بدأت عام 1954، وأشارت إلى أن هذه الشراكة اتسمت على مدى العقود الماضية بالاحترام المتبادل والالتزام بالتنمية المستدامة، وأن اليابان أسهمت في العديد من المشروعات التنموية والثقافية في مصر، أبرزها المتحف المصري الكبير.
وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية: "هذه الاتفاقية لا تقتصر فقط على الحفاظ على مكانة دار الأوبرا المصرية، بل تهدف إلى تعزيز كفاءتها التشغيلية وتوفير بيئة حديثة تدعم مكانتها كمنارة للفنون والموسيقى والفكر والمعرفة".
كما شددت على أهمية الشراكة المصرية اليابانية، قائلة إن هذه الشراكة تجسد تكاملًا بين "رؤية مصر 2030" وبرنامج الحكومة (2024-2027)، مع أولويات التنمية اليابانية، ما يُبرز التنوع في مجالات التعاون بين البلدين. وأشارت إلى زيارتها الأخيرة لليابان في ديسمبر الماضي، والتي شهدت توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع نائب وزير الخارجية الياباني فوجي هيسايوكي، بما في ذلك الاتفاقية الحالية.
دور اليابان في تعزيز الثقافة والفنون
من جهته، أكد سفير اليابان بالقاهرة، أن توقيع الاتفاقية يأتي في إطار استمرار جهود الحكومة اليابانية لدعم تطوير دار الأوبرا المصرية وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف مجالات التنمية، كما أعرب عن سعادته بهذا التعاون الثقافي المستمر الذي يعكس الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليابان.
فيما أشار ممثل هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا"، إلى أن الاتفاق يعد شهادة على الثقة المتبادلة بين البلدين، مضيفًا أن التعاون في هذا المشروع يعكس التزام الوكالة بدعم الثقافة والإبداع والفنون كأدوات أساسية للتنمية.
تاريخ التعاون الياباني مع مصر
يذكر أن الحكومة اليابانية قدمت في عام 1983 منحة لإعادة بناء دار الأوبرا المصرية، التي اكتمل بناؤها في عام 1988. ومنذ ذلك الحين، أصبحت دار الأوبرا المصرية مركزًا رئيسيًا للنشاط الثقافي في مصر.
وتشير البيانات إلى أن إجمالي المنح والتعاون الفني بين اليابان ومصر بلغ نحو 2.4 مليار دولار أمريكي، في حين تجاوزت التمويلات التنموية 7.2 مليار دولار منذ بداية التعاون بين البلدين في عام 1954.