الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

40 ألفا بلا مأوى.. أيتام غزة "قصص مؤلمة" من تحت الركام

  • مشاركة :
post-title
أحد أطفال غزة - فقد أسرته بالكامل - خلال الحرب

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم تفرّق آلة الحرب التابعة للاحتلال الإسرائيلي بين رجل وامرأة أو بين صغير وكبير، وتسببت بجانب الدمار الهائل في قطاع غزة في خلق جيل جديد من الأيتام الفلسطينيين، الذين ينتظرون مستقبلًا مجهولًا بلا أسرة.

وبالنسبة لأطفال غزة، فإن المذبحة تعد غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث استشهد أكثر من 14.500 طفل منذ أكتوبر2023، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، ومن بين الـ1.9 مليون فلسطيني الذين نزحوا داخليًا، يوجد 9 من كل 10 من سكان غزة نصفهم من الأطفال.

حصيلة مرعبة

وأصبحت حصيلة الحملة العسكرية الإسرائيلية الوحشية على الأطفال واضحة في وقت مبكر من الحرب على غزة، بحسب موقع "دروب سايت نيوز"، حيث لم يكن شهر أكتوبر 2023 قد انتهى بعد، وبدأ المسعفون باستخدام الحروف "ط ع ق"، اختصار لما أصبح ظاهرة شائعة بعد ذلك لجملة "طفل جريح ليس لديه عائلة على قيد الحياة".

وبسبب الحرب يوجد الآن نحو 38.500 طفل تيتموا حديثًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل 15 شهرًا، وأكثر 40% من الأسر في غزة تعتني بأطفال ليسوا من أطفالها، وحتى قبل الحرب كان هناك ما يقرب من 33 ألف يتيم بسبب 5 حروب سابقة على القطاع.

الطفل أسامة القرناوي مع زوج خالته
قصص مؤلمة

ونقل الموقع قصصًا مؤلمة لعدد من الأطفال الأيتام حديثًا الذين فقدوا كامل أسرتهم وليس والديهم فقط، منهم "محمد شرارة" البالغ من العمر أحد عشر عامًا، الذي يرقد حاليًا في مستشفى مجمع ناصر الطبي، وهو الناجي الوحيد من 6 أفراد من عائلته استشهدوا في غارة على منزلهم بخان يونس الشهر الماضي.

فقد محمد ساقه اليسرى في تلك الغارة، ويتلقى العلاج للتعافي واستئناف حياته بإعاقة دائمة، دون وجود راعي من عائلته، مما جعل مستقبله مظلم، وقال للموقع " فقدان ساقي ليس أكبر خسارة في حياتي، ولكن ما يؤلمني أكثر هو أنني أريد أمي. لا أريد أن أعيش بدونها".

غارة دموية

الطفل أسامة القرناوي أيضًا، البالغ من العمر 8 أشهر، بات يتيمًا بعد ولادته بفترة وجيزة، حيث استشهدت والدته التي أنجبته في يونيو الماضي، خلال غارة دموية استهدفت مدرسة في دير البلح تؤوي السكان النازحين.

وقبلها بشهرين استُشهد والده، ووجدته خالته في قصف منفصل لمنزلهم في مخيم البريج للاجئين في وسط غزة، وقررت إحدى خالات أسامة الناجيات، تبنيه وتربيته مع أطفالها التي قالت للموقع: "وعدت نفسي بأن أربي أسامة تمامًا مثل أطفالي".

العديد من الأطفال أصبحوا مسؤولين عن إعالة أشقائهم الأصغر سناً
يتيم ويعول

وبجانب مأساة اليتم، فإن العديد من الأطفال الذين فقدوا والديهم أصبحوا مسؤولين أيضًا عن إعالة أشقائهم الأصغر سنًا، وأكد خبراء بأن تلك الظاهرة لا تحتاج إلى حلول مؤقتة، مقترحين إنشاء صندوق خاص للأيتام للمساعدة في تأمين الاحتياجات الأساسية لهم.

وأكد مسؤولون في القطاع أن الأسر الفلسطينية تدخلت لمحاولة رعاية الأطفال الأيتام، الذين يعانون صدمات نفسية شديدة، نتيجة فقدان أسرهم وتعرضهم المستمر لأهوال الحرب، وتشمل الأعراض التبول اللاإرادي والتشنجات والسلوك العدواني والعصبية المفرطة.

جيل جديد

وبحسب دراسة صادمة أجراها مركز التدريب المجتمعي لإدارة الأزمات في غزة، فإن 96% من الأطفال في غزة يشعرون بأن موتهم وشيك، بينما أعرب 49% عن رغبتهم في الموت.

هذا الواقع المرير، جعل عام 2024 أحد أسوأ الأعوام على الإطلاق بالنسبة للأطفال في الصراعات في تاريخ اليونيسيف، سواء من حيث عدد الأطفال المتضررين أو مستوى التأثير على حياتهم، وهو ما جعل الأمم المتحدة في يونيه الماضي تدرج جيش الاحتلال في قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال التي يطلق عليها وصف "قائمة العار.

وبات هؤلاء الأطفال الذين نجوا من آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة جيل جديد من الأيتام الفلسطينيين، ومع تحول دور الأيتام الأربعة الوحيدين في غزة إلى ملاجئ للنازحين، ترك الأطفال الأيتام دون رعاية أو يعيشون مع عائلات أخرى.