الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التصعيد في الضفة.. الاحتلال والمستوطنون يفاقمون معاناة الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
التصعيد الإسرائيلي فى الضفة المُحتلة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزامن سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أمس الأول الأحد، مع تصعيد جيش الاحتلال في الضفة الغربية المُحتلة، حيث أقام الحواجز، وأطلق يد المستوطنين للتنكيل بالفلسطينيين، والاعتداء على ممتلكاتهم ومنازلهم وأراضيهم.


وتواصل قوات الاحتلال منذ أمس الاثنين، نصب بوابات حديدية على مداخل بلدات وقرى في الضفة الغربية، ضمن سياسة تشديد الحصار على الضفة، وتقطيع أوصالها وتحويلها إلى "مناطق معزولة"، وتقييد حركة المواطنين وفرض عقوبات جماعية عليهم.


وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وصل عدد حواجز الاحتلال العسكرية في محافظات الضفة إلى 898 حاجزًا عسكريًا وبوابة، منها أكثر من 173 بوابة حديدية جرت عملية وضعها بعد السابع من أكتوبر عام 2023، منها 17 بوابة وضعت منذ بداية العام الجاري 2025.


ويحاول الاحتلال تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، تمهيدًا لخلق حالة من الفوضى العنيفة، لتسهيل ضمها، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي يرتكبها عصابات المستوطنين الإرهابية ضد المواطنين، وبلداتهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم، في كافة الأراضي المحتلة.


وهاجم مستوطنون إسرائيليون قرى فلسطينية بالضفة المحتلة، احتجاجًا على اتفاق الهدنة في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى في سجون الاحتلال.


في قرية سنجل، الواقعة جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ألقى المستوطنون الحجارة وأضرموا النيران في منازل الفلسطينيين، حسبما أظهرت مقاطع فيديو تحققت منها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان قرية سنجل، أياد جعفري (45 عامًا)، "صرخ الناس بينما كانت منازلهم تحترق". وأضاف أن عدة أشخاص أصيبوا، بينهم رجل يبلغ من العمر 86 عامًا.


وقال محافظ نابلس غسان دغلس، لوكالة أنباء "وفا" الرسمية الفلسطينية: "إن المحافظة تعاني من حصار مشدد يعمل على تقويض مناحي الحياة، ويعيق تنقل المواطنين من وإلى خارج المدينة، بسبب انتشار الحواجز الإسرائيلية في محيطها، بين المدينة والقرى، ومدينة نابلس والطرق الرابطة بالمدن الأخرى، وإغلاق عدد من الطرق بالسواتر الترابية والبوابات الحديدية".


وأضاف دغلس إن قوات الاحتلال أقامت 10 حواجز دائمة حول مدينة نابلس، فيما نصبت 36 بوابة حديدية، عند مداخل مدينة نابلس والقرى المحيطة بها، وأغلقت 47 موقعًا بالسواتر الترابية.


وتابع دغلس، إن الوضع صعب جدًا للغاية، في ظل الإغلاق التام للحواجز المنتشرة حول مدينة نابلس، فهناك حالات مرضية بحاجة إلى مستشفيات، مثل مرضى الكلى، عدا الحالات الطبية الطارئة خاصة في الريف الجنوبي والشرقي للمحافظة، إضافة إلى انتشار فرق جديدة لجيش الاحتلال، كان بعضها يشارك في الحرب على قطاع غزة، عدا عن الاقتحامات المتكررة للمدينة، والقرى، والبلدات المحيطة.


وأكد محافظ نابلس أن اعتداءات المستوطنين في تصاعد مستمر، حيث وصلت إلى 40 اعتداءً في القرى والبلدات والطرق الرابطة بين مدينة نابلس والمدن الأخرى منذ بداية العام الجاري 2025؛ تمثلت في الاعتداء الجسدي، وحرق منازل، وأشجار، واستهداف مركبات المواطنين.


وأوضح دغلس أن مئات المواطنين كانوا عالقين أمس الاثنين، إما داخل أو خارج مدينة نابلس، والطريق الواصل بين نابلس وقلقيلة كان مسرحًا لاعتداءات المستعمرين، حتى إن المركبات التي استطاعت تجاوز الحواجز لم تسلم من اعتداءاتهم.


وبين أن كل هذه الإجراءات جاءت كجوائز ترضية للمستعمرين، الذين يسابقون الزمن في بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في محافظة نابلس، محذرًا من ارتكاب المزيد من الجرائم، في ظل تساهل حكومة الاحتلال معهم، وتوفير الحماية لهم.


وناشد دغلس المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر واليقظة، خاصة في القرى والبلدات القريبة من المستوطنات، تحسبًا لهجمات مفاجئة.


وتعتبر محافظة نابلس حلقة الوصل بين محافظات شمال الضفة الغربية، والمحافظات في وسط وجنوب الضفة الغربية، والتي ينشر الاحتلال بمحيطها عددًا من الحواجز، والتي تعزل وتقطع الطرق الواصلة بين شمال ووسط الضفة الغربية.


وواصل جنود الاحتلال والمستوطنون، اليوم الثلاثاء، اعتداءاتهم الإرهابية على القرى والبلدات الواقعة شرق قلقيلية؛ مما أسفر عن إصابة عشرات المواطنين وإلحاق أضرار مادية جسيمة بممتلكاتهم.


وأصيب مواطنان بجروح وعشرات آخرون بحالات اختناق، خلال هجوم نفذه المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل قرية جينصافوط شرق قلقيلية.


وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، قال مدير دائرة الإعلام في بلدية عزون، أحمد ولويل، لـ "وفا": "تعيش البلدة يوميًا أوضاعًا صعبة بفعل اقتحامات الاحتلال اليومية، لكن ليلة أمس كانت الأصعب والأعنف على الإطلاق".


وأوضح ولويل أن مشاة من جنود الاحتلال انتشروا مساء أمس بكثافة وسط البلدة، وأطلقوا الرصاص الحي بشكل عشوائي وقنابل الصوت؛ مما دفع المواطنين إلى إغلاق محالهم التجارية والالتزام بمنازلهم.


وأضاف: "شرع الجنود بتنفيذ عمليات اعتقال عشوائي طالت شبانًا وفتية وأطفالًا، كما اقتحموا المحال التجارية والمنازل وفرضوا منعًا للتجول في البلدة. وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال ما يقارب 70 مواطنًا، من بينهم مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة وطفل لا يتجاوز العشر سنوات".


ويواصل الاحتلال إغلاق المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة بالبوابة الحديدية، بالإضافة إلى إغلاق المدخل الفرعي (جسر عزون - جيوس) بالسواتر الترابية، ونصب حاجز عسكري على المدخل الجنوبي الوحيد المؤدي إلى عزبة الطبيب.


كما يعيش أهالي قرية كفر لاقف شرق قلقيلية، معاناة مستمرة بسبب إغلاق الاحتلال المستمر للمدخل الرئيسي والوحيد للقرية بالبوابة الحديدية، حيث يتعمد الاحتلال إعاقة تنقل المواطنين.


وبدأ جيش الاحتلال عدوانًا جديدًا على جنين، حيث استشهد فلسطيني، وأصيب 4 آخرين في قصف على المدينة. وأفادت "وفا" نقلاً عن مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية اقتحمت مدينة جنين من حاجز الجلمة العسكري.


وكان وزير المالية المتطرف في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، قال في وقت سابق شهر نوفمبر الماضي، إن 2025 سيكون عام بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وأكد بدء خطوات لتوسيع السيادة لتشمل الضفة الغربية، مضيفًا أن حكومة تل أبيب ستعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تحقيق هذا الهدف.