الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكرون في بيروت.. فرنسا تقود مبادرة دولية لإعادة إعمار لبنان

  • مشاركة :
post-title
الرئيس اللبناني جوزيف عون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في مشهد دبلوماسي يعيد رسم ملامح العلاقات الفرنسية-اللبنانية التاريخية، حطّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رحاله في بيروت، أمس الجمعة، حاملًا معه حزمة من المبادرات الطموحة لدعم لبنان في مواجهة أزماته المتعددة. تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد، وفي ظل مساعٍ حثيثة لتشكيل حكومة جديدة تنتشل البلاد من أزماتها المتراكمة.

بوادر الأمل تنبثق من قلب الأزمة

و خلال زيارته بدا ماكرون متفائلًا بالانفراجة السياسية التي شهدها لبنان مؤخرًا، والتي تُوّجت بانتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية في التاسع من يناير، منهية بذلك فراغًا رئاسيًا استمر لأكثر من عامين.

وفي لقائه مع الرئيس اللبناني الجديد، استعار ماكرون صورة شعرية معبرة حين قال: "منذ 9 يناير الماضي، وفي قلب الشتاء، ظهر الربيع". وأضاف مخاطبًا عون: "أنتم هذا الأمل، ورئيس الوزراء المكلف يجسد هذا الأمل إلى جانبكم"، في إشارة إلى نواف سلام، الذي كُلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

خارطة لإعادة إعمار لبنان

وكشفت الصحيفة الفرنسية عن إعلان ماكرون خطة طموحة لدعم لبنان، تتمحور حول تنظيم مؤتمر دولي في باريس خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني.

ويهدف هذا المؤتمر إلى حشد التمويل اللازم لإعادة إعمار البنية التحتية في بلد يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ خمس سنوات.

وشدد ماكرون على ضرورة استباق المجتمع الدولي للأحداث، وتقديم دعم مكثف لإعادة إعمار لبنان، خاصة في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبلاد جراء المواجهات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.

رمز النهوض من الركام

وفي مشهد حمل دلالات عميقة، عاد ماكرون إلى حي الجميزة، الذي كان شاهدًا على مأساة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.

ووفقًا للصحيفة الفرنسية، تجوّل الرئيس الفرنسي في الحي الذي استعاد نبضه وحيويته بفضل المبادرات المحلية والدعم الدولي، حيث ساهمت الأموال الفرنسية في تمويل العديد من مشاريع إعادة الإعمار.

وتفاعل ماكرون مع السكان المحليين، مستمعًا لقصص صمودهم وتطلعاتهم للمستقبل. وفي لقطة معبرة، قالت له سيدة مسنّة: "أنت أول من جاء في 2020 بعد الانفجار، ونحن لم ننسَ ذلك".

الوضع الأمني بالجنوب

وتطرقت "لوموند" إلى الوضع الأمني في جنوب لبنان، إذ دعا ماكرون إلى تسريع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر 2024.

وخلال محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تزامنت زيارته مع وجود ماكرون في بيروت، أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة تحقيق انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وضمان احتكار الجيش اللبناني للسلاح في المنطقة.

ووفقًا للاتفاق، يتعين على الجيش اللبناني الانتشار إلى جانب قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب، في حين يجب على حزب الله سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من الحدود.

عوامل التحول

 ومن جانبها، تناولت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية، العوامل التي أسهمت في تحقيق الانفراجة السياسية الأخيرة في لبنان.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن زياد ماجد، أستاذ الجامعة الأمريكية في باريس، أن من أبرز هذه العوامل تأثير المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، التي أدت إلى إضعاف الأخير، واستمرار الأزمة الاقتصادية الخانقة. كما أشار ماجد إلى تأثير المتغيرات الإقليمية، بما في ذلك التطورات في سوريا والمخاوف من التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

التزام فرنسي تجاه لبنان

في ختام زيارته، أكد ماكرون أمام الجالية الفرنسية في بيروت التزام بلاده المطلق تجاه لبنان، قائلًا: "لقد تعهدت بأن تكون فرنسا دائمًا حاضرة وألا تتخلى عن شيء، وفرنسا لم تتخلَّ عن شيء". وأعلن عن استئناف رحلات شركة الطيران الفرنسية "إير فرانس" إلى لبنان مطلع فبراير المقبل، في خطوة تعكس الثقة المتجددة بمستقبل البلد.