تعيش المملكة المتحدة أزمة كبيرة، في الوقت الذي انتهجت فيه سياسة تهدف إلى مواجهة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا، إلا أن هذه السياسة الاقتصادية أثارت غضب الموظفين في قطاعات الحكومة، الذين رفضوها بل وخرجوا في إضرابات واحتجاجات أدت لشل الحركة في عدد من القطاعات الحيوية بالمملكة المتحدة.
ويرى علي متولي، الخبير الاقتصادي، أن الأزمة التي تواجه حكومة ريشي سوناك، تتمثل في أنها لا تستطيع أن تلبي مطالبات زيادة الأجور لموظفيها في مختلف القطاعات، دون أن تكون هناك موارد مالية تدخل الخزانة.
وأضاف "متولي" لـ"القاهرة الإخبارية" أن الوضع الاقتصادي الذي يمر به العالم، يجعل من الصعب على الحكومة البريطانية أن توفر زيادة في المرتبات أو حتى تقديم أي نوع من الدعم؛ لأن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وهو ما يجعل ذلك متضاربًا مع سياسة البنك المركزي البريطاني الذي يطمح في خفض مستوى التضخم.
وتابع الخبير الاقتصادي أن الحكومة اتبعت خطة ترشيد الإنفاق ودعم محدودي الدخل، وسعت لتطبيق سياسة أكثر تناسقًا مع البنك المركزي، وإعلان موازنة تتضمن رفع قيمة الضرائب وتقليل الإنفاق على المشروعات، وطالبت المواطنين بالصبر لمدة عام على تلك الأوضاع؛ حتى ينخفض معدل التضخم، لكن تلك السياسة لم تلق قبولًا لدى النقابات العمالية في المملكة المتحدة.
يُذكر أن الإضرابات التي شهدتها قطاعات الصحة، السكك الحديدية والمطارات في الفترة الماضية، أدت لخروج كثير من رؤوس الأموال وبعض الشركات الاستثمارية من بريطانيا، فضلًا عن أن المضاربات في سعر سوق الصرف، تسببت في انخفاض في سعر الجنيه الإسترليني، ليصل لأدنى مستوى له منذ 40 عامًا.