في تحول غير مسبوق منذ بداية الحرب الأوسع بين روسيا وأوكرانيا منذ 35 شهرًا، يبدو أن أوكرانيا قد تتفوق على روسيا في مجال الدبابات، لكن هذه الأفضلية تقتصر فقط على بعض المناطق على طول جبهة القتال التي تمتد لـ800 ميل.
الدبابات الأوكرانية تتفوق
ونقلت مجلة "فوربس" الأمريكية عن أحد المدونين الروس قوله: "دباباتنا لا يمكنها العمل إلّا من مواقع محمية". فقد أصبحت دبابات روسيا، التي كانت في السابق قوة هجومية رائدة، الآن مجرد مدافع هاوتزر غير دقيقة، تُطلق من مواقع مخفية على بُعد عدة أميال من خط المواجهة.
في المقابل، أضاف المدون أن الدبابات الأوكرانية تعمل بحرية أكبر. هذه المقارنة بين الجانبين تعود بشكل رئيسي إلى الدور الكبير الذي تلعبه الطائرات المسيّرة في المعركة. إذ أوضح المدون أن "العدو حقق تطورًا كبيرًا في استخدام الطائرات المسيّرة، وطور تكتيكاته لهذا الغرض"، بحسب "فوربس".
وتمكنت القوات الأوكرانية من نشر مجموعتين من الطائرات المسيّرة على مستوى الكتيبة، ليتعذر على الدبابات الروسية التقدم نحو خط الهجوم، حيث تُستهدف الطائرات الروسية المسيّرة من مسافات بعيدة، ما يجعلها غير قادرة على الوصول إلى الخط الأمامي.
كما أضاف المدون أن "الدبابات الأوكرانية تتمتع بغطاء جوي أفضل"، حيث أشار إلى أن العمليات الجوية الروسية ضعيفة جدًا بسبب التشويش الأوكراني على إشارات الراديو وضعف جودة الطائرات المسيّرة الروسية التي يشرف عليها المسؤولون في الكرملين.
سلاح الطائرات المُسيرة
تمثل هذه الأفضلية في استخدام الدبابات، مع تقدم الحرب نحو عامها الرابع، تحولًا كبيرًا في مجريات المعركة. ففي عام 2022، كانت الفرق الأوكرانية نادرًا ما تستخدم دباباتها في القتال المباشر؛ بسبب التفوق الروسي الكبير في المدفعية والقوة الجوية. ولكن مع تقدم تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، أصبحت الجبهة أكثر توازنًا لصالح أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ورغم ذلك، هناك استثناءات لهذا التحول، خاصة في منطقة كورسك غرب روسيا، حيث تخوض القوات الأوكرانية معركة شرسة للحفاظ على السيطرة على 250 ميلًا من الأراضي التي استعادتها في أغسطس الماضي. وزود الكرملين وحداته في كورسك بأفضل الطائرات المسيّرة المزودة بالألياف البصرية التي تعمل عبر إشارات تمر من خلال كابلات رفيعة، ما يجعلها مقاومة للتشويش التقليدي.
هذه الطائرات المسيّرة المزودة بالألياف البصرية ساعدت في إيقاف الهجوم الأوكراني في 5 يناير على الحافة الشمالية من منطقة كورسك. وشهدت التقارير استهداف الطائرات المسيّرة الروسية للدبابات الأوكرانية، بما في ذلك الدبابات الأمريكية من طراز "أبرامز M-1" والألمانية "ليوبارد 2"، لكن المدون أشار إلى أن الكرملين يوفر هذه الطائرات المسيّرة المتطورة فقط لـ"القطاعات ذات الأولوية" مثل كورسك، بينما تُترك الوحدات في القطاعات الأخرى مع طائرات مسيّرة قديمة، وغالبًا ما تكون غير فعالة، أو يتم إيقاف تشغيلها بسرعة بسبب التشويش الأوكراني.