الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من يستضيف قمة السلام؟.. لقاء ترامب وبوتين بين سويسرا والمجر

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم تلقي فيه التوترات السياسية والمناورات الدبلوماسية بظلالها وسط حرب لا تهدأ، تبرز بودابست عاصمة المجر، وبرن عاصمة سويسرا كمرشحين غير متوقعين لاستضافة قمة تاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

هذا الاقتراح الذي أعلنه مسؤولون في كل من الدولتين، يفتح باب التكهنات حول احتمالات نجاح القمة وما قد تحمله من تغييرات في المشهد الدولي.

بودابست المرشح غير المتوقع

كشف فلاديمير دزاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، ، وفق صحيفة "هنجاريان كونسرفاتف" المجرية، عن احتمالية انعقاد القمة في بودابست، واصفًا المجر بالموقع المثالي لهذا الحدث، إذ يُعد هذا التصريح أول إعلان علني من مسؤول روسي حول المدينة المرتقبة للقمة كخيار مرجح، بعد أن كانت واشنطن هي الخيار الوحيد الذي أُشيع من قبل الخبراء الأمريكيين والروس.

وأشار دزاباروف إلى قدرة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان على ضمان سلامة القادة المشاركين، وهو تصريح لافت في ظل مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي، ويبدو أن هذا الإعلان جاء بدعم من القيادة الروسية العليا، ما يعكس اهتمامًا جادًا بتحقيق هذه القمة.

سويسرا منافس محتمل

من جهة أخرى، تبرز سويسرا كمنافس لاستضافة اللقاء، خاصة بعد استضافتها قمة السلام العالمية في يونيو 2024، إذ صرّح نيكولا بيدو، رئيس الاتصالات بوزارة الخارجية السويسرية، بأن سويسرا مستعدة لدعم جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، وفق صحيفة "لوتان" السويسرية.

لكن التزام سويسرا بنظام روما الأساسي يجعل استضافتها القمة معقدة، حيث يتعين عليها قانونيًا اعتقال بوتين إذا دخل أراضيها، ومع ذلك، يملك المجلس الاتحادي السويسري صلاحية منح استثناءات عند ارتباط الأمر بمفاوضات السلام، ما يُبقي العاصمة برن في دائرة الضوء كموقع محتمل للقاء.

ترامب وبوتين في لقاء سابق
معضلة المحكمة الجنائية

تواجه القمة المحتملة تحديات قانونية، حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين في مارس 2024 بتهمة الإشراف على ترحيل أكثر من 19,500 طفل أوكراني، وفق قاعدة البيانات الوطنية الأوكرانية.

ورغم أن المجر صادقت على نظام روما الأساسي عام 2001، فإن عدم ترجمة النظام إلى اللغة المجرية يُشكل ثغرة قانونية تمنعها من تنفيذ مذكرة الاعتقال، لذلك، لا تمتلك المحكمة أي وسائل لإجبار الحكومة المجرية على اتخاذ إجراءات، ما يجعل بودابست مكانًا آمنًا لبوتين إذا ما انعقدت القمة هناك.

رؤية أمريكا وروسيا لإنهاء النزاع

صرّح مايك والز، مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب ترامب، بأن فريقه يعمل على إعداد لقاء سياسي مع بوتين، مؤكدًا أن حل النزاع في أوكرانيا مستحيل دون الحوار مع روسيا، ومن جهته، أبدى ترامب رغبة واضحة في إنهاء "الفوضى الدموية" في أوكرانيا، مؤكدًا خلال تصريحاته في "مار إيه لاجو" أن بوتين منفتح على التفاوض.

بينما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إنه لا يوجد تحضير جوهري للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لكن هناك إرادة سياسية.

وقال بيسكوف: "رغم عدم وجود أي تحضيرات جوهرية، فإن هناك تفاهمًا معلنًا وإرادة سياسية، لأن مثل هذا التواصل سيكون ضروريًا ومناسبًا للغاية، وسوف نستمر في المراقبة بعد أن تتغير الإدارة في واشنطن".

وتبعث عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 الأمل في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها في الوقت ذاته تثير قلق كييف من أن التوصل إلى اتفاق سريع، قد يكون على حساب مصالحها. ومع تصاعد التوترات الدولية، فإن انعقاد هذه القمة، سواء في بودابست أو برن، قد يُشكّل منعطفًا حاسمًا في العلاقات الدولية.