حثت الصين، الولايات المتحدة على مشاركة "مفتوحة وشفافة" للبيانات المحلية الخاصة بجائحة كوفيد-19 لديها، لاسيما وسط انتشار سريع لمتحور أوميكرون، في إجراء جعل الأمر يبدو وكأن العجلة تدور، إذ ترد بكين مطالبات واشنطن لها منذ بدء الجائحة في ووهان قبل نحو 3 أعوام، وحتى الموجة الجديدة من كورونا التي تشهدها حاليًا، بأن تشارك بيانات انتشار العدوى بشكل شفاف.
دعوات لمشاركة أمريكية شفافة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إنه يتعين على الولايات المتحدة مشاركة المعلومات والبيانات المحلية الخاصة بجائحة كوفيد-19 في الوقت المناسب وبطريقة مفتوحة وشفافة، وذلك بالنظر إلى الانتشار السريع لمتحور أوميكرون الفرعي "إكس بي بي 1.5"، وفق ما أفادت وكالة الصين الرسمية للأنباء (شينخوا).
وأضاف "ون بين" أنه وفقًا لبيانات كوفيد-19 مفتوحة المصدر التي يتم توفيرها عبر المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا، نرى أن جميع متحورات كوفيد-19 تقريبًا وتفرعاتها انتشرت في الولايات المتحدة في غضون ثلاث سنوات من الموجة الأولى لتفشي المرض، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي واحدة من البلدان التي لديها أكبر عدد من متحورات كوفيد-19.
الصين: أوميكرون يمثل40% من إصابات أمريكا
قال متحدث الخارجية الصينية إن متحور "إكس بي بي 1.5" أصبح أسرع انتشارًا في الولايات المتحدة، إذ تشير التقديرات إلى أنه يمثل أكثر من 40 بالمئة من حالات الإصابة بكوفيد-19 في البلاد.
أضاف "على الجانب الأمريكي مشاركة المعلومات والبيانات المحلية الخاصة بكوفيد-19 مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي في الوقت المناسب وبطريقة مفتوحة وشفافة، واتخاذ تدابير فعالة لمنع انتشار الفيروس بشكل أكبر". وفق "شينخوا".
آخر نداء أمريكي للصين.. هل تكف؟
دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بكين، في 23 ديسمبر الماضي، إلى مشاركة معلوماتها بشأن الموجة الجديدة من كورونا التي تشهدها الصين، محذرًا من متحورات جديدة قد تنتقل إلى العالم.
دعوات واشنطن، جاءت في توقيت ناشدت فيه منظمة الصحة العالمية، بكين على مشاركة بيانات محددة حول فيروس كورونا المستجد، مع استمرارها في تقييم الزيادة الأخيرة في الإصابات. وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء "رويترز".
وطلبت الصحة العالمية من المسؤولين الصينيين مشاركة المزيد من بيانات التسلسل الجيني، بالإضافة إلى بيانات عن حالات الاستشفاء والوفيات والتطعيمات.
الصين تطلق سراح آخر قيودها ضد كورونا وتودع عزلتها
تخلت الصين عن التدبير الأخير ضد كورونا، وأحد القيود التي أثقلت اقتصادها، إذ قررت أمس الأحد، إلغاء الحجر الصحي الإلزامي للمسافرين الوافدين إليها من الخارج، في إجراء يلغي بشكل كامل العزلة التي فرضتها على نفسها قبل نحو ثلاث سنوات، منذ تفشي الوباء، ويثير مخاوف المجتمع الدولي من مواجهة موجة وباء جديدة.
وأعلن مسئول صيني بمقاطعة هينان، اليوم الاثنين، إصابة 90% من السكان ما يعني حوالي 88.5 مليون من بين سكان المقاطعة البالغ عددهم ما يقرب من 100 مليون نسمة، وهو أمر ينذر بطفرة إصابات غير مسبوقة منذ التخلي عن القيود في مواجهة كوفيد في البلاد.
هل سيدعو العالم بكين للعودة لسياساتها الصارمة بشأن كوفيد؟
ومنذ أن أعلنت الصين، في ديسمبر الماضي، التخلي عن سياساتها الصارمة تجاه كوفيد -19، والمعروفة باسم "صفر كوفيد" نزولًا على رغبة نادى بها آلاف الصينيين في احتجاجات واسعة، وأيدتها دول غربية، ارتفعت إصابات فيروس كورونا في جميع أنحاء الصين، وسط تخوفات عالمية من أن تشهد دول أخرى موجة جديدة من الجائحة لا سيما بعد أن فتحت بكين الحدود وأعادت حركة الطيران للخارج.
وحتى الآن، فرضت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند وإيطاليا واليابان وتايوان جميعًا اختبارات فيروس كورونا، للمسافرين من الصين خشية موجة إصابات جديدة.. فهل تعود دول الغرب لتطالب الصين بفرض العزلة والعودة لسياساتها الصارمة؟