عقب 3 سنوات من تطبيق سياسة "صفر كوفيد"، الأكثر صرامة في العالم لمكافحة الوباء، ألغت الصين الشهر الماضي بشكل مباغت معظم إجراءاتها الصحية ضد الفيروس، وتضاعف عدد الإصابات بشكل هائل، ما أحدث ضغطًا على المستشفيات التي امتلأت بالمرضى المسنين، وفاق عدد الجثث قدرة المحارق على الاستيعاب.
وفي هنان، ثالث المقاطعات الصينية من حيث الكثافة السكانية، أصيب ما يقرب من 89% من السكان بكوفيد 19، بحسب "كان كوانتشنج"، المسؤول الصيني في هيئة الصحة المحلية، وفقا لما أشارت له صحيفة "الجارديان" .
وبهذا يكون نحو 88.5 مليون شخص قد أصيبوا بالفعل بكوفيد، من بين سكان المقاطعة البالغ عددهم ما يقرب من 100 مليون نسمة.
وأوضح المسؤول أمام الصحفيين، أن عدد الاستشارات الطبية المتعلقة بالحمى بلغ ذروته في 19 ديسمبر الماضي، ويتراجع منذ ذلك التاريخ باطراد في هنان، ولم يحدد المسؤول الصيني جدولًا زمنيًا لوقت حدوث الإصابات.
ولكن نظرًا لأن سياسة عدم انتشار فيروس كورونا السابقة في الصين أبقت الحالات عند الحد الأدنى، فمن المحتمل أن الغالبية العظمى من إصابات هنان حدثت في الأسابيع القليلة الماضية، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وتتوقع السلطات موجة وبائية جديدة خلال الاحتفال بعيد رأس السنة القمرية في 22 يناير، عندما يزور ملايين الصينيين المقيمين في المدن عائلاتهم في الريف.
ومع اقتراب الاحتفالات، جرى تسجيل أكثر من 34 مليون رحلة السبت الماضي، في أكبر حركة تنقل خلال العام في الصين، وفقًا للأرقام الرسمية.
وسجلت الصين، البالغ عدد سكانها 1.4 مليار شخص، 30 حالة وفاة فقط مرتبطة بكوفيد-19 منذ ديسمبر، رغم طفرة إصابات غير مسبوقة منذ ثلاثة أعوام.