الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اغتيال رجل الحماية النووية الروسي.. من هو الجنرال إيجور كيريلوف؟

  • مشاركة :
post-title
الجنرال الروسي إيجور كيريلوف

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بين ظلال الصراعات الجيوسياسية تسطع بعض الأسماء لتتحول إلى رموز للصراع أو محاور للنقاش الدولي، الجنرال الروسي إيجور كيريلوف، واحد من هذه الشخصيات، إذ تصدّر اسمه عناوين الصحف بعد اغتياله في تفجير درامي بموسكو.

من هو الجنرال إيجور كيريلوف، وما دوره في تعزيز مكانة روسيا العسكرية؟، ولماذا تحول إلى هدف للاستخبارات الأوكرانية؟، صحيفة "نيويورك تايمز" تسلط الضوء على حياته وأحداث اغتياله، مع التركيز على الأبعاد العسكرية والسياسية المحيطة به.

اغتيال درامي في موسكو

ذكرت وكالة "تاس" الروسية، أن الفريق أول إيجور كيريلوف، رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية، اُغتيل إثر انفجار عبوة ناسفة مخبأة داخل دراجة كهربائية، جنوب شرق الكرملين، الانفجار، الذي قُدرت قوته بما يعادل 300 جرام من مادة "تي إن تي"، أودى بحياة كيريلوف ومساعده، بحسب المصادر الأمنية.

وفقًا لمصادر أمنية أوكرانية نقلتها وكالة "رويترز"، فإن جهاز الأمن الأوكراني يتحمل المسؤولية عن الهجوم، إذ تعتبر أوكرانيا الجنرال كيريلوف "هدفًا مشروعًا"، إذ ارتبط اسمه باستخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع القائم.

حياة كيريلوف ومسيرته العسكرية

ولد إيجور كيريلوف، 13 يوليو 1970، في كوستروما الروسية. التحق بمدرسة القيادة العسكرية العليا للدفاع الكيميائي وتخرج منها عام 2007. خلال سنوات خدمته، شغل مناصب قيادية متنوعة، ضمن قوات الدفاع الكيميائي والبيولوجي، ليصبح رئيسًا لها في عام 2017.

كان الجنرال كيريلوف أحد العقول الرئيسية وراء تطوير نظام قاذف اللهب TOS-2، الذي يستخدم ضد المخابئ والمركبات المدرعة، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية، تميزت هذه الأسلحة بإمكاناتها التدميرية الكبيرة، لكنها أثارت أيضًا جدلًا عالميًا نظرًا لاستخدامها في أوكرانيا.

اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية

نشرت "نيويورك تايمز" تفاصيل تورط كيريلوف في استخدام الأسلحة الكيميائية، استنادًا إلى تقارير وزارة الخارجية الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الأوكرانية، وتضمنت الاتهامات توجيه أكثر من 4800 هجوم كيميائي، منذ فبراير 2022، ما أسفر عن إصابة آلاف الجنود الأوكرانيين بالتسمم. من بين الأسلحة المستخدمة، ذُكر الكلوروبكرين، وهو غاز خانق استخدم لأول مرة في الحرب العالمية الأولى.

ورغم نفي روسيا المتكرر، ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الوضع في أوكرانيا "مثير للقلق"، مع تقارير عن استخدام مواد محظورة في النزاع.

كيريلوف تحت العقوبات الدولية

في أكتوبر 2023، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على الجنرال كيريلوف، بسبب مسؤوليته عن نشر أسلحة كيميائية خطيرة في ساحة المعركة. الحكومة البريطانية وصفت كيريلوف بأنه "مروج رئيسي للدعاية الكرملينية"، واتهمته بنشر الأكاذيب لتبرير استخدام الأسلحة المحظورة.

فلم يكن كيريلوف الهدف الوحيد لعمليات الاغتيال المزعومة التي نفذتها أوكرانيا داخل الأراضي الروسية، إذ تضمنت هذه العمليات قتل داريا دوغينا، ابنة الإيديولوجي الروسي ألكسندر دوغين، في 2022، والمدون العسكري فلادلين تاتارسكي في 2023. هذه الهجمات تعكس استراتيجية أوكرانية تستهدف إضعاف الروح المعنوية الروسية، بحسب تحليل نيويورك تايمز.

دعوات للانتقام

وصف رئيس مجلس النواب الروسي كيريلوف، بأنه "عالم وقائد عسكري عظيم"، بينما تعهد دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، "بالانتقام الحتمي" ضد القيادة الأوكرانية. على الرغم من ذلك، لا تزال الحادثة تسلط الضوء على مدى تعقيد الصراع وتصاعد استخدام العنف غير التقليدي.

يبقى اغتيال الجنرال إيجور كيريلوف فصلًا جديدًا في الصراع الروسي الأوكراني، إذ تختلط العمليات العسكرية بالأساليب الاستخباراتية. وبينما يرى البعض في مقتله عدالة مستحقة، ينظر آخرون إليه كتصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة.