الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف من وصول الأسلحة المتدفقة لأوكرانيا إلى المتطرفين والعصابات

  • مشاركة :
post-title
جنود أوكرانيون خلال نقل صواريخ جفلين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، قبل يومين، اعتزامهما تزويد أوكرانيا بمركبات قتالية مصفحة، بعد أن كشفت فرنسا عن خطتها لإرسال دبابات قتالية خفيفة لكييف، لتكون أول مرة يتم فيها إرسال دبابات غربية التصميم إلى القوات الأوكرانية. 

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن التكلفة الإجمالية للدعم العسكري لكييف بلغت 19.3 مليار دولار، كما وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منتصف شهر ديسمبر الماضي، على تخصيص ملياري يورو لصندوق يستخدم لدفع تكاليف الدعم العسكري لأوكرانيا.

وأصبحت أوكرانيا أكبر متلقي للمساعدة الأمنية والعسكرية الأمريكية في العالم، إذ تلقت عام 2022 أكثر مما قدمته الولايات المتحدة لأفغانستان أو العراق أو إسرائيل في عام واحد، وذلك وفق دراسة نشرها قبل أسابيع "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات".

من المستحيل تتبع الأسلحة

ومع استمرار تدفق المساعدات العسكرية من الدول الغربية لأوكرانيا، تتزايد المخاوف أن تقع الأسلحة في أيدي الجماعات المتطرفة وعصابات الجريمة المنظمة في أوروبا.

وذكرت الدراسة، التي نشرت في نوفمبر الماضى، أنه من المستحيل تتبع إلى أين تذهب الأسلحة أو مَن يستخدمها، مشيرة إلى أن التحدي الأمني الأبرز في إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، يتمثل في تتبع أين تنتهي المساعدة العسكرية، وكيف يتم استخدامها.

ووفق الدراسة، هذا الحجم الهائل من الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، يثير قلق المراقبين من أن آليات المراقبة الحالية لن تكون قادرة على تتبع مسارها. ولفتت الدراسة إلى أنه في الصراعات الأخيرة، فقدت الولايات المتحدة أثر عشرات الآلاف من البنادق والمسدسات التي اشترتها لقوات الأمن العراقية، وفقدت عشرات الآلاف من قطع المعدات في أفغانستان، وانتهي بهم الأمر في كثير من الأحيان في أيدي "داعش" و"طالبان".

واستشهدت الدراسة باعتراف عميد بالجيش الأوكراني "فولوديمير كاربينك"، بأن بلاده فقدت ما يقرب من 50% من جميع الأسلحة والمعدات التي تلقتها من الغرب.

كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زخاروفا" ذكرت في 20 أكتوبر 2022، أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أرسلت لأوكرانيا ما لا يقل عن 700 نظام مدفعي و80 ألف نظام صاروخي و800 ألف قذيفة مدفعية و90 مليون طلقة ذخيرة.

وقالت إن الشحنات العسكرية التي أرسلها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، ينتهي بها المطاف في أيدي الإرهابيين والمتطرفين والجماعات الإجرامية في الشرق الأوسط ووسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا. وفي تصريحات أدلت بها في 9 يونيو 2022، حذرت "زاخاروفا" من أن شحن الأسلحة إلى أوكرانيا سيؤدي إلى ظهور سوق سوداء للأسلحة، خاصة في أوروبا الغربية.

وكشفت دراسة "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، أن الجيش الأوكراني تخلى عن الأسلحة أثناء انسحابه من بعض المناطق، وتم تصوير صواريخ "جيفلين" الأمريكية الصنع والألغام المضادة للدبابات الألمانية وهي متروكة.

تحذيرات من وصول الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا للأسواق السوداء

وذكرت الدراسة أنه ينتهي الأمر بالأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا في الأسواق السوداء ويتم بيعها فيما يسمى بالشبكة المظلمة ومنصات الويب العميقة، والإرهابيون والعصابات الإجرامية هم المشترون.

وقد أعربت "كاثرين دى بول" مديرة منظمة الشرطة الأوروبية (اليوروبول) في 28 مايو 2022، عن مخاوفها من أن تؤدى الحرب إلى زيادة تدفق الأسلحة إلى الأسواق السوداء في أوروبا. وحذرت من أنه من المحتمل أن تصل هذه الأسلحة إلى مناطق الصراعات حول العالم.

وفى السياق نفسه، أعرب "يورجن ستوك"، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول" عن مخاوف مماثلة بشأن تحول إفريقيا والبلقان إلى وجهة للأسلحة الغربية التي يتم توريدها إلى كييف. وقال: "إن توافر الأسلحة على نطاق واسع خلال الصراع الحالي سيؤدي لانتشار الأسلحة غير المشروعة في مرحلة ما بعد الصراع.. في الواقع، هذا يحدث بالفعل، كما رأينا في البلاك ويب".

كما أقرت وزيرة الدفاع التشيكية "يانا تشيرنوخوفا" أخيرًا، بأن تهريب أسلحة من أوكرانيا أمر لا مفر منه. وذكرت: "إنه من الصعب تفادى تهريب الأسلحة، إذ لم نتمكن من منع ذلك في يوغوسلافيا السابقة وربما لن نتجنبه فى أوكرانيا".