الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من لندن إلى موسكو.. عائلة أسماء الأسد تلحق بابنتها إلى المستقبل المجهول

  • مشاركة :
post-title
بشار الأسد وزوجته أسماء

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بين شوارع غرب لندن الهادئة، حيث يعج الماضي بذكريات الأسرة العادية والطموحات العالمية، تُنسج قصة تروي تحولًا جذريًا في حياة عائلة أسماء الأسد. من منزل أنيق في مدينة أكتون البريطانية إلى قاعات السلطة في سوريا، ومن ثمّ إلى المنفى في موسكو.

على الإيقاع ذاته، تمتد حكاية صادمة تجمع بين السياسة والسلطة والفساد، رحلة سيدة سورية أولى بدأت بالحلم وانتهت بمنفى مكسو بالثراء.

الهروب من أكتون

غادر فواز الأخرس، طبيب القلب الشهير، وزوجته سحر الأخرس، الدبلوماسية المتقاعدة، والدا أسماء الأسد، منزلهما في شمال أكتون غرب لندن قبل نحو 10 أيام، وسط تكهنات عن انتقالهما إلى موسكو لمساندة ابنتهما وصهرهما، الرئيس السابق بشار الأسد، بعد خروجهما من سوريا، إذ أكد جيران العائلة لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن المنزل ظل فارغًا خلال الأيام الماضية، ما يعزّز الأنباء حول مغادرتهما المملكة المتحدة.

وقال أحد جيران العائلة، الذي يعرفهم منذ 30 عامًا: "العقار كان خاليًا طوال الأسبوع الماضي، يبدو أنهم في الخارج مع ابنتهم"، وأشار أحد أبناء الجالية السورية في أكتون إلى أن الأسرة غادرت لأسباب متعلقة بالسلامة، مضيفًا أن العلاقة العائلية الوثيقة ربما لعبت دورًا كبيرًا في اتخاذ هذا القرار.

موسكو.. وجهة الأسرة

أكدت مصادر نقلًا عن الكرملين في تصريحات لوكالة "نوفوستي" حصول بشار الأسد وأسماء وأطفالهما على حق اللجوء في روسيا بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين. وتُظهر سجلات العقارات أن عائلة الأسد امتلكت أكثر من 20 شقة فاخرة في موسكو، تُقدر قيمتها بأكثر من 40 مليون جنيه إسترليني، ما يشير إلى الاستعداد المسبق لهذا الخيار.

وُلدت أسماء الأخرس في لندن عام 1975 لأسرة متواضعة تعمل بجد، درست في كلية كوينز ثم تخرجت في كلية كينجز في علوم الكمبيوتر والأدب الفرنسي، بدأت حياتها المهنية كمحللة مصرفية قبل أن تتزوج بشار الأسد عام 2000، لتتحول إلى "سيدة القصر الأولى".

بينما كانت تُروج لصورة المرأة الإصلاحية في الشرق الأوسط، سرعان ما ارتبطت أسماء بفساد النظام السوري. ومع اندلاع الاحتجاجات عام 2011، تغيرت سمعتها عالميًا، وواجهت إدانات واسعة بسبب دعمها لنظام زوجها.

الإمبراطورية المالية

تُقدر وزارة الخارجية الأمريكية ثروة عائلة الأسد بملياري دولار مخبأة في حسابات مصرفية وشركات وهمية وملاذات ضريبية. في موسكو، تعتمد الأسرة الآن على أصولها الواسعة وعلاقاتها السياسية للحفاظ على نمط حياة مترف في المنفى.

ولم تكن أسماء الأسد بمنأى عن الانتقادات، خاصة بعد تقرير مثير نشرته مجلة "فوج" عام 2011 بعنوان "وردة في الصحراء"، حيث وُصفت بأنها السيدة الأولى الأكثر جاذبية ونضارة، ومع تطور الصراع السوري، أُزيل التقرير وسط موجة من الانتقادات التي طالت دورها في دعم نظام زوجها القمعي.

مصير غامض ومستقبل مجهول

وفي روسيا، تجد العائلة نفسها في مواجهة واقع جديد بعيدًا عن السلطة التي دامت أكثر من عقدين. ومع تزايد الإدانات الدولية، يبقى السؤال: هل ستتمكن عائلة الأسد من الحفاظ على نفوذها وثروتها، أم أن مصيرها سيكون مغايرًا لما اعتادت أن تعيش على غراره في ساحات القصور بسوريا.