الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرب "جس النبض" بين حزب الله وإسرائيل.. خروقات متبادلة تعيد التوتر

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية- خروقات متبادلة تعيد التوتر إلى لبنان

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في أروقة الصراعات المستترة وعلى أطراف النزاعات الملتهبة، تعود الأضواء إلى الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لتكشف الخروقات المتبادلة لوقف إطلاق النار عن أهداف عميقة تتجاوز مجرد المناوشات التقليدية.

فبين صواريخ حزب الله وتصريحات دولة الاحتلال الإسرائيلي النارية، يبدو أن الاتفاق الذي أوقف التصعيد ما هو إلا صفحة في كتاب طويل من التوترات، حيث تسعى كل الأطراف لتحقيق مصالحها الاستراتيجية تحت غطاء الدبلوماسية.

رسائل نارية على جبل دوف

أطلق حزب الله قذيفتي هاون على جبل دوف للمرة الأولى منذ بدء وقف إطلاق النار. وانفجرت القذيفتان في مناطق مفتوحة دون تسجيل إصابات، ولكن الإعلان السريع للحزب عن مسؤوليته عكس نيته الواضحة: "ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية"، بحسب وصفه.

وحسب "يديعوت أحرنوت" العبرية، فيرى مراقبون أن هذا التحرك "رمزي" من حيث التصعيد الميداني، لكنه يحمل رسائل سياسية وعسكرية تهدف إلى إبراز قدرة التنظيم على الردع، والتأكيد على حضوره في معادلة الرد مقابل الرد.

يبرز هنا جبل دوف، الذي يُعد نقطة تماس تقليدية، كمساحة اختبار للضغوط المتبادلة، إذ يخلو من المستوطنات ولا يملك سياجًا حدوديًا واضحًا.

اتهامات لإسرائيل بانتهاك القرار

على الجانب الآخر، رفضت إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها بالانتهاك، معتبرة أن الخروقات تأتي من حزب الله نفسه، ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، وجود مقاتلي حزب الله جنوب نهر الليطاني بأنه "الانتهاك الأساسي" للتفاهمات، مشددًا على أن إسرائيل لن تقبل عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 6 أكتوبر 2023.

وتؤكد دولة الاحتلال أن ردودها تندرج ضمن إطار "تنفيذ الاتفاق"، مشيرة إلى أن أي تحركات ضد تهديدات فورية أو نقل أسلحة مشبوهة من قبل حزب الله مبررة ضمن هذا السياق. ومع ذلك، تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى أن إسرائيل تنفذ عملياتها وفق تفاهمات أوسع تشمل تنسيقًا غير مباشر مع الولايات المتحدة وفرنسا.

أبعاد دبلوماسية دولية

وسط تصاعد الخروقات، تعمل فرنسا بالتنسيق مع الولايات المتحدة على ضمان التزام الأطراف بوقف إطلاق النار، وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أهمية احترام الاتفاق، مشيرًا إلى أن هذا الالتزام في لبنان قد يُمهد لوقف إطلاق النار في غزة.

ورغم الجهود الدبلوماسية، يظهر تناقض في تفسير الاتفاق بين الأطراف، حيث ترى دولة الاحتلال أن لها الحق في الرد على أي تهديد أمني مباشر أو محدد، بينما تُطالب فرنسا وأطراف أخرى بالتركيز على ضبط النفس كوسيلة لتعزيز الاستقرار.

أهداف كامنة وراء الخروقات

ويظهر إطلاق الصواريخ من حزب الله وفق تحليل نشرته "يديعوت أحرنوت" كرسالة مفادها أن حزب الله قادر على الرد على أي اعتداءات مزعومة، إضافة إلى استغلال التوترات كوسيلة لاختبار حدود التصعيد الإسرائيلي.

وأشار إلى أن أهداف إسرائيل من هذه الخروقات تأكيد الالتزام بأمن دولة الاحتلال ومنع أي محاولات لتسليح حزب الله أو تعزيز وجوده جنوب الليطاني، إضافة إلى فرض واقع جديد على الأرض يحد من تحركات حزب الله بشكل أكبر.

مشهد ضبابي ومآلات غير واضحة

بين صواريخ تنطلق وتصريحات تتأجج، تظل الحدود اللبنانية الإسرائيلية على صفيح ساخن. فالأطراف تبدو وكأنها تخوض معركة لضبط إيقاع التصعيد، حيث تسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

ومع بقاء الخروقات قائمة، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن للدبلوماسية الدولية تهدئة الأوضاع، أم إن المنطقة على أعتاب تصعيد جديد؟