الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصار الفلسطينيين في مساحة ضيقة.. فوز ترامب ضوء أخضر لحكومة الاستيطان

  • مشاركة :
post-title
هجمات المستوطنين في حماية جيش الاحتلال

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن الأمريكيون المؤيدون لترامب سعداء بفوزه في الانتخابات الرئاسية، أكثر من المعسكر الإسرائيلي المؤيد للاستيطان، الذي شعر بسعادة غامرة إزاء ما اعتبروه ضوء أخضر محتمل من فريق ترامب المنتظر لمواصلة ضم الضفة الغربية.

وعلى مدى عقود من الزمان، كان وجود المستوطنات ونموها يشكلان عقبة أمام التوصل إلى حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحسب مجلة مونيتور، أصبح ضم الجزء الذي يعيش فيه أغلب المستوطنين اليهود بالضفة الغربية حقيقة واقعة أثارت غضبًا شديدًا على المستويين الإقليمي والدولي.

السيادة الكاملة

وتطبق الحكومة الإسرائيلية منذ عامين وبشكل منهجي، بحسب منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية يش دين، استراتيجية تهدف إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، مع ترسيخ واقع التفوق اليهودي وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة على البقاء في أصغر مساحة جغرافية ممكنة.

وفي الوقت الذي كان يركز فيه معظم الإسرائيليين على عودة المحتجزين ووقف الحرب في غزة خلال العام الماضي، كانت المستوطنات في الضفة الغربية، وفقًا للمجلة، تتضخم بشكل كبير إلى جانب بناء الطرق والبنية الأساسية الجديدة.

توسيع المستوطنات

وبهدف تنفيذ تلك السياسة من قبل حكومة نتنياهو، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل بحسب المجلة، تم القيام بالعديد من الخطوات بنية السيطرة على الضفة الغربية، والتي منها تعيين سموتريتش للإشراف على مشروع الاستيطان بسلطة غير مسبوقة.

كما تمت الموافقة على ميزانيات ضخمة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحسين البنية التحتية ونوعية الحياة هناك، بجانب إعلان الأراضي والمحميات الطبيعية هناك ملكًا للدولة، بخلاف الاعتداء على التجمعات الفلسطينية، مما يؤدي إلى طردهم قسرًا من منازلهم.

نزع القناع

وترى المنظمة أن الحكومة الحالية نزعت قناع الديمقراطية، الذي كانت الحكومات الإسرائيلية ترتديه، والذين ظلوا لسنوات طويلة يصورون إسرائيل باعتبارها نظامًا في الأراضي المحتلة يحترم الالتزامات القانونية، أما الآن تسعى الحكومة علنًا إلى فرض السيادة وتعزيز التفوق اليهودي في الضفة الغربية.

بناء مستوطنات على أنقاض منازل الفلسطينيين

وحول ذلك ترى باحثة قانونية في الجامعة العبرية بالقدس أن الارتفاع الأخير في عنف المستوطنين ليس عشوائيًا، بل يتناسب مع خطة لنقل السكان الفلسطينيين مما يعرف باسم "المنطقة ج"، والتي تشكل 60٪ من الضفة الغربية.

لعنة وتهديد

وبحكم الأمر الواقع، كما تقول، يضمون الأماكن التي يعيش فيها اليهود، ولهذا السبب فإن القتال مكثف للغاية لإخراج الفلسطينيين الذين يعيشون هناك من هذه الأرض، وبالنسبة لهم، فإن الدولة الفلسطينية ليست تهديدًا أمنيًا فحسب، بل إنها أيضًا لعنة على المطالبات اليهودية التاريخية.

وفي عهد سموتريتش، تم إعلان ما يقرب من 6000 فدان من أراضي الضفة الغربية أراضي دولة وتم إنشاء 50 بؤرة استيطانية جديدة بدعم تنظيمي وتمويلي من الحكومة، وفقًا لحجيت عفران، التي تقود قسم مراقبة المستوطنات في حركة السلام الآن.

مساحات شاسعة

وتقوم مجموعات صغيرة من المستوطنين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي، وتطرد الفلسطينيين من أراضيهم بشكل يومي، ولا تسمح لهم بالذهاب إلى هناك مع قطعانهم أو زراعة أراضيهم، لافتة إلى إنهم يستولون على تلة تلو الأخرى، مشددة على أنه في عهد ترامب سنرى أن طرد الفلسطينيين سيكون أكثر تنظيمًا.

ويبدو أن فوز ترامب كان بمثابة محرك رئيسي لاستمرار حكومة نتنياهو في تنفيذ خططهم حول الضفة الغربية، معتبرين فوز ترامب بمثابة ضوء أخضر لمواصلة ضم الضفة الغربية، حتى من دون دعم الجمهور الإسرائيلي الأوسع.

وظهر ذلك جليًا في تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أكد أن عام 2025 هو عام السيادة الكاملة على اليهودا والسامرة، بينما قال سموتريتش أنه بعد انتخاب ترامب سنطبق السيادة مع أصدقائنا الأمريكيين.