الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اختفاء البيض.. أنفلونزا الطيور تفسد فرحة الأعياد بأمريكا

  • مشاركة :
post-title
نقص البيض في المتاجر الأمريكية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه الولايات المتحدة أزمة في توافر البيض قبيل موسم الأعياد، أدت إلى تصاعد المخاوف من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار، فيما أرجعها البعض إلى تفشي فيروس أنفلونزا الطيور بشكل غير مسبوق، الذي أدى إلى نفوق الملايين من الدواجن، تاركًا أثرًا مباشرًا على الإنتاج وأسعار السوق.

بدأت الأزمة في فبراير 2022، عندما ضربت سلالة شديدة العدوى من أنفلونزا الطيور الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، تأثرت أكثر من 108 ملايين دجاجة في 48 ولاية، وفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وخلال أكتوبر الماضي وحده، تم تسجيل خسائر وصلت إلى 2.8 مليون طائر في ولايات يوتا وواشنطن وأوريجون، ما دفع وزارة الزراعة الأمريكية إلى خفض توقعاتها لإنتاج البيض لعام 2024.

وأشار التقرير إلى أن أنفلونزا الطيور ليست مرضًا يمكن السيطرة عليه بسهولة، بل مرض متغير ومتجدد، ما يترك المزارعين في حالة تأهب دائمة.

وأسهم هذا الوضع في انخفاض أعداد الدواجن المنتجة للبيض بنسبة 2.6% في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، فيما تشير التوقعات إلى استمرار هذا الانخفاض 1% إضافية العام المقبل، ما يزيد من الضغط على السوق.

تأثر الأسعار

شهدت أسعار البيض ارتفاعًا كبيرًا خلال الأشهر الماضية، إذ بلغ متوسط سعر طبق البيض 3.37 دولار في أكتوبر، بزيادة قدرها 30.4% مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

وذكر تقرير "واشنطن بوست" أن أسعار البيض أصبحت أكثر تقلبًا من أي وقت مضى، مما يجعلها المنتج الغذائي الأكثر تأثرًا بأنفلونزا الطيور.

في العديد من المتاجر الكبرى، اختفت أرفف البيض، ما أثار استياء العملاء، وأفادت "واشنطن بوست" بأن بعض المتاجر اضطرت إلى فرض قيود على شراء البيض، مثل تحديد ثلاث علب فقط لكل عميل.

الدواجن
مزارع القفص الحر

زيادة الطلب على البيض الناتج من دجاج "القفص الحر" فرضت تحديات إضافية على المنتجين، فهذا النوع من الإنتاج، الذي يمنح الدجاج حرية الحركة بدلًا من البقاء في أقفاص، بات مطلبًا قانونيًا في أكثر من 12 ولاية أمريكية، من بينها أريزونا وكولورادو وميتشيجان.

مزارع القفص الحر تعرضت لأضرار أكبر من غيرها بسبب إنفلونزا الطيور، إذ يسهل انتقال العدوى بين الطيور في هذه البيئات المفتوحة.

وأوضحت واشنطن بوست أن 60% من الطيور المتأثرة بالفيروس كانت من مزارع القفص الحر، رغم أن نسبتها لا تتجاوز 50% من إجمالي الدواجن.

هل الأزمة مؤقتة؟

رغم التحديات الراهنة، كشفت الصحيفة عن مؤشرات على تحسن الوضع خلال الأشهر المقبلة، إذ أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية زيادة في أعداد الكتاكيت حديثة الفقس، ما يبشر بتعويض النقص في الإنتاج بداية العام المقبل.

وأكدت إميلي ميتز، رئيسة مجلس تسويق البيض الأمريكي، أن أي نقص في السوق سيكون "مؤقتًا"، كما نصحت المستهلكين بعدم القلق والبحث عن بدائل مثل بيض البط والسمان أو المنتجات العضوية.

ومع ذلك، تظل التوقعات حذرة، خاصة مع استمرار تأثير تغيرات المناخ وهجرة الطيور، التي تزيد من احتمالية انتقال الأمراض.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الأسعار ستظل مرتفعة حتى أوائل 2025، ما يعكس الضغط المستمر على المزارعين والمستهلكين على حد سواء.