حالة من الجدل شهدتها الساحة الدولية بعد إعلان روسيا طلبها للهدنة المؤقتة مع أوكرانيا، لوقف إطلاق النار، نظرًا لأعياد الميلاد، وأرجح الجانب الأوكراني إلى ضعف الجانب الروسي، وأنها تريد متنفسًا بعد التقدم الأوكراني.
بينما رأى الخبراء الروس أنها مبادرة طيبة من روسيا لبداية أي مفاوضات والتعبير عن حسن النية.
وقال إيفان سيهيدا، الدبلوماسي الأوكراني، إن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا حيلة عسكرية، وأن ما تقوم به يأتي بعد الضغط الذي تتعرض له من الجيش الأوكراني، وأن هناك الكثير من الأمثلة حول عدم تصديقنا لروسيا في موضوع الهدنة، وأن أوكرانيا رسميًا تصنف النظام الروسي إرهابيًا.
وعلق "سيهيدا" في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، من الكويت، حول دعوة بطريرك موسكو لهدنة بمناسبة أعياد الميلاد، بأن بطريرك موسكو هو منظمة روسية تعمل تحت غطاء كامل منها وأنه لا يوجد حرية للدين أو للصحافة في موسكو، وأن هذه الجهة تقوم بسياسات روسية، وسبق أن دعت إلى الإبادة الجماعية داخل أوكرانيا وتساند الجنود الروس في هجومهم على الأراضي المحتلة وعلى الشعب الأوكراني.
وتابع: نحترم الأديان بكاملها، ولكن لا نقبل أي تدخل أو الدعوة بالإبادة الجماعية ضد الأوكرانيين، ونحن نريد السلام المستدام على أساس انسحاب روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية، وليس هدنة مؤقتة لمدة 24 ساعة أو شهر.
ومن جهته، قال الدكتور سمير أيوب، الكاتب والمحلل سياسي، من موسكو، إن روسيا لم تكن ترغب في هذه الأحداث المأساوية، وهذا النزاع لم يبدأ مع العملية العسكرية الروسية من عدة شهور، وإنما بدأ بعد انقلاب عام 2014 والأحداث التي تلته في "دونباس".
وأضاف "أيوب"، في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، أن الحديث عن هذه الهدنة الآن بعد بدء العملية العسكرية، نقطة إيجابية لبداية أي مفاوضات والتعبير عن حسن النية، لأن هذا يوم عيد مقدس لدى الأطياف الكاثوليكية الروسية والأوكرانية، ومن الممكن أن تكون بداية جيدة.
وعقب المحلل السياسي علي حديث الدبلوماسي الأوكراني، بأن روسيا لا تحترم الأديان، مؤكدًا أن هذا غير صحيح، لأن روسيا من أكثر الدول في العالم التي تقدر وتحترم الأديان والقيم الإلهية، وكل ما يمس الدين من صلة، وأن أوكرانيا منذ بداية الأحداث اقتحمت العديد من الكنائس الكاثوليكية في كييف.