في مشهد يتأرجح بين الغضب من أعمال الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، وبين التوتر مع هولندا، اندلعت أعمال شغب واحتجاجات في ساحة "دام"، وسط العاصمة الهولندية أمستردام، إثر تجمّع مئات المؤيدين للقضية الفلسطينية متحدّين قرار الحظر الصادر عن السلطات المحلية.
هذه الأحداث، التي شهدت مواجهات عنيفة واعتقالات مكثفة، تبرز تعقيد الوضع المتفاقم في أوروبا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتطرح تساؤلات عميقة حول حدود حرية التعبير والتظاهر في الدول الأوروبية.
التوترات تتصاعد
بدأت شرطة أمستردام، عصر اليوم الأحد، فضّ تظاهرة ضمّت ما يقارب 200 شخص من مؤيدي القضية الفلسطينية في ساحة دام، الذين تحدّوا قرار حظر التظاهر المفروض من السلطات.
وجاء هذا القرار عقب أعمال شغب عنيفة شهدتها المدينة استهدفت مشجعي فريق مكابي تل أبيب، عقب مباراته ضد فريق أياكس المحلي.
وأعلنت شرطة أمستردام عبر "إكس".. "أن التجمّع في الساحة غير قانوني، وأن الشرطة ستتخذ إجراءات قاسية ضد من يرفض الإخلاء".
ووفقاً لصحيفة "تيلهاراف" الهولندية، فقد أُلقي القبض على العشرات من المتظاهرين في غضون ساعة من بدء التدخل، حيث واجهت الشرطة هتافات وشعارات مناوئة.
أعمال عنف في أنحاء أمستردام
وشهدت المدينة سلسلة من الاعتداءات من قِبل مواطنين هولنديين مؤيدين لفلسطين بعد تعرّض مشجعي فريق مكابي تل أبيب لهجمات أدت إلى إصابات وسط ترديد شعارات مؤيدة للفلسطينيين.
وأثارت هذه الاضطرابات جدلًا واسعًا، سواء داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي أو بين الجمهور الأوروبي والهولندي، حيث لفتت الأنظار إلى الاحتقان المتزايد في المجتمع الهولندي تجاه قضايا الشرق الأوسط، ودفعت السلطات إلى تشديد إجراءاتها الأمنية.
وأفادت الشرطة الهولندية أنها قامت باعتقال 60 مشتبهًا، لكنّ معظمهم أُفرج عنهم لاحقًا، حيث بقي أربعة فقط رهن الاعتقال، بينهم قاصران، وتمت معاقبة 40 آخرين بتهم تتعلق بخرق النظام العام.
تحذيرات إسرائيلية للمقيمين في الخارج
في ظلّ تزايد الدعوات المناهضة لإسرائيل في أوروبا، أعلن مقر الأمن القومي الإسرائيلي أنه تم خلال الأيام الأخيرة رصد دعوات مختلفة بين المنظمات المؤيدة للفلسطينيين وداعميهم للإضرار بالإسرائيليين واليهود تحت ستار المظاهرات والاحتجاجات، مع الاستفادة من مراكز التجمع (الرياضية والثقافية) لتعظيم الضرر والترويج الإعلامي لهذه الأحداث، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأفادت تقارير، وفق الصحيفة العبرية، أنه تم تحديد منظمات تعمل على إيذاء الإسرائيليين في العديد من المدن الأوروبية، بما في ذلك بروكسل في بلجيكا، والمدن الكبرى في بريطانيا العظمى، وأمستردام في هولندا، وباريس في فرنسا في وقت قريب من المباراة المرتقبة للمنتخب الإسرائيلي في باريس خلال 14 نوفمبر.
وأوصى مقر الأمن القومي الإسرائيلي، الإسرائيليين في الخارج بضرورة تجنب الذهاب إلى الألعاب الرياضية أو الأحداث الثقافية بمشاركة الإسرائيليين في الخارج؛ والابتعاد عن المظاهرات والاحتجاجات مهما كان نوعها؛ والحذر من ارتداء علامات تعريف إسرائيلية أو يهودية، بما في ذلك عند طلب سيارات الأجرة والسيارات من خلال التطبيقات؛ قبل السفر.