عبور الممثلة المصرية ليلى علوي بوابة الفن من خلال بطاقة الملامح الجميلة شكّل ملامح التعارف الأولى مع الجمهور، لنجدها في أدوار الفتاة الرومانسية أحيانًا والشقية تارة أخرى، وأعمال خفيفة يغلُب على الكثير منها الطابع الكوميدي، ومنها "عش المجانين"، و"تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، و"مطلوب حيًا أو ميتًا"، و"زوج تحت الطلب".
بطاقة المرور الأولى منحت ليلى علوي بداية لفتت أنظار المنتجين والمخرجين في نهاية السبعينيات من خلال بعض الأدوار البسيطة مع كبار النجوم، ثم توالت الأعمال حتى انطلقت في عالم البطولة في عمر الـ 17 عامًا عندما دوّن اسمها على المُلصق الدعائي لفيلم "البؤساء" مع الفنان فريد شوقي والمخرج عاطف سالم، وحققت شهرة عريضة في فترة الثمانينيات وبضع سنوات من تسعينيات القرن الماضي، ثم خطفت القلوب بأدائها السلس في فيلم "خَرج ولم يعد" مع يحيى الفخراني، لكنها ورغم تميز الدور كانت دومًا ترغب في التمرد والذهاب بعيدًا عن الفتاة الجميلة إلى أدوار مختلفة، وهو ما عبّرت عنه في لقاء تلفزيوني قائلة: "طوال الوقت أحاول الهروب من هذه الفكرة بتقديم أدوار متنوعة والظهور بشكل مختلف".
وكلما زادت سنوات خبرة ليلى علوي في السينما نجدها تحاول التعبير عن موهبتها عبر أدوار مختلفة بأفلام منها "المساطيل"، و"غرام الأفاعي"، و"المغتصبون"، ومسلسل "العائلة"، حتى جاء النصف الثاني من التسعينيات راسمًا ملامح جديدة في مشوار الممثلة المصرية لظروف مأساوية مرت بها، وفنية زادتها خبرة.
وفاة والد ليلى علوي
تعرضت ليلى علوي لصدمات متتالية في النصف الثاني من التسعينيات غيّرت من نظرتها وأعادت ترتيب أوراقها، بداية من فقدانها والدها عام 1996 ثم اثنين من أعمامها أحداهما توفي في العام التالي لرحيل والدها، ولم تعلم بالأمر إلا بعد عودتها من مهرجان "كان السينمائي"، لتؤكد أنها بدأت تفكر في الموت لأول مرة وتعيد حساباتها.
"تعرضت لاكتئاب وبدأت أعيد تفكيري في الحياة، حيث إنني كنت ملكًا للشغل فقط، وجلست في المنزل لمدة عام كنت أرفض العمل، بعد دخولي في حالة اكتئاب، وغيّرت طريقة تفكيري".. هكذا تتحدث ليلى علوي عن هذه الفترة الصعبة من حياتها.
يوسف شاهين
هروب ليلى علوي إلى أدوار مختلفة ورفض فكرة الحصار بدور الفتاة ذات الملامح الجميلة، ساعدها عليه تعاونها الفني مع المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم "المصير" الصادر عام 1997، إذ قالت عن ذلك التعاون وتأثيره عليها فيما بعد: أكد لي أمورًا كنت في حيرة شديدة بشأنها، وأجاب عن تساؤلات دائمًا كنت أطرحها على نفسي في اختياراتي الفنية، هل أنا صح أم لا! لم يساعدني فقط بالتمثيل لكن أيضًا في أمور حياتية أخرى منها التعامل مع الإعلام. لقد استفدت من خبرته كثيرًا".
ومع استعرض أسماء أفلام ومسلسلات ليلى علوي بعد ذلك التاريخ نلاحظ أنها شكّلت فارقًا في مشوارها الفني بأداء نالت عنه استحسان النقاد وجوائز عدة واقتربت مسافة أكبر من الجمهور، ومنها أفلام "اضحك الصورة تطلع حلوة"، و"بحب السيما"، ومسلسل "حديث الصباح والمساء"، وغيرها من الأعمال المميزة.
ابن ليلى علوي بالتبني
في ظل بحث ليلى علوي الدائم عن أدوار تميز مشوارها الفني، لم تنس حياتها الشخصية، وحاولت تكوين أسرة، وكرّست جزءًا كبيرًا من حياتها لابنها خالد - صاحب الــ 21 عاما- الذي تبنته منذ طفولته، لتقول عن قصة تبنيه: "قرار تبني هذا الطفل كان جماعيًا لعائلتي ثم مشايخ من الأزهر لاستطلاع رأي الدين، ووقتها قال أحد المشايخ هذا الطفل نعمة كبيرة لا تتركوها، وبالفعل يعيش معنا في المنزل وتقوم والدتي بتربيته، وبعد أن أصبح في حياتي تغيرت وأصبحت أهدى وأصبح من أهم أولوياتي، وإذا كان عندي عمل أحاول ألا أغيب عن البيت أكثر من 3 أيام، وبعد أن أصبح كبيرًا أتعامل معه كصديق وأحكي له كل شيء".
طفولة ليلى علوي
تعد النجمة ليلى علوي من الفنانات اللائي سجّلت الكاميرا لحظة طفولتهن من خلال مشاركتها في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون وهي في السابعة من عمرها، منها برنامج "عمو حسن شمس" وبرامج "أبلة فضيلة"، وشاركت في فيلمين هما "أنا وابنتي والحب" مع الفنانة هند رستم والفنان محمود ياسين، و"من أجل الحياة"، في مرحلة طفولتها.
والمفارقة أن ليلى شاركت شقيقتها الصغرى لمياء علوي في التمثيل من خلال فيلم "من أجل الحياة" وشاركا سويًا فيه بالغناء أيضًا، لكن شقيقتها لم تكمل طريق الفن، لتقول ليلى علوي عن ذلك في لقاء تلفزيوني لها: "كنت أشارك في برامج الأطفال، وكانت شقيقتي الصُغرى لمياء تشارك في التمثيل قبل هذا الفيلم، لكنها بعد ذلك رفضت أن تُكمل طريق الفن وقالت جملة مهمة لن أنساها رغم صغر عمرها آنذاك "أريد أن تكون حياتي ملكي وليس ملك أحد غيري"، فرفضت الأعمال التي عرضت عليها".