متهيئًا بأفضل ما يمتلك من إمكانات، بات العراق جاهزًا لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الـ25 بعد طول انتظار، مطمئن القلب ثابت الخطى مدفوعًا بإقبال غير مسبوق، كُتب النجاح لبطولة البصرة التي ستنطلق يوم السادس من يناير، قبل أن تبدأ.
فرصة لاستعادة مكانة العراق الكروية
"انتظر منتخب العراق بطولة كأس الخليج العربي بفارغ الصبر، إذ قدمنا طلب استضافة البطولة من 2007 ، وحتى حظينا بها في 2023 كنا نستعد خلال كل تلك الفترة"، هكذا صرّح خضير حمودي، المحلل الرياضي بالعراق، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية".
من الناحية الفنية، وجد "حمودي" أن بطولة "خليجي 25" تمثل فرصة لاستعادة مكانة الكرة العراقية على المستوى منطقة الخليج، مشيرًا إلى ما حققه المنتخب العراقي في فترة السبعينيات والثمانينيات، إذ كان يتصدر المنتخبات العربية وحاز على 3 ألقاب، لكن الظروف الصعبة التي مر بها البلد، أثقل تقدمه فتراجع خلال التسعينيات والألفية وأصبح من المستوى الثاني، مضيفًا: "تأثرت كرة القدم مثلما تأثرت كل مفاصل الحياة".
واعتبر "حمودي" البطولة فرصة ذهبية ليقدم المنتخب العراقي أفضل عروضه، وأن يلعب بين جمهوره وعلى أرضه بعد غياب يعود لأكثر من 40 عامًا حينما استضاف البطولة في بغداد عام 1979 ، مشيرًا إلى "امتلاك المنتخب مدرب جيد" وهو الإسباني خيسوس كاساس، بالإضافة إلى امتلاكه أيضًا "مجموعة لاعبين جدد جيدين يمتلكون المستوى المطلوب من الحماسة والمستوى الفني الجيد، عازمون على الظهور أمام جماهيرهم بصورة لائقة"، وجميعها عوامل عدّها ستساعد منتخب العراق على التقدم في البطولة.
خليجي نكهة خاصة
قال المحلل الرياضي العراقي إن بطولة الخليج العربي لها نكهة خاصة في المنطقة، إذ إن الفرق الخليجية الشقيقة تسعى وتتنافس فيما بينها فقط لتسّيُد البطولة، وبالطبع فوز العراق بكأس النسخة الحالية سيمثل النكهة المفضلة للعراقيين.
أشار "حمودي" إلى التطور الذي حققته معظم الفرق الخليجية، خص منها منتخبي قطر وعمان، والذي يأمل أن يضاهيه أداء منتخب بلاده في المباريات .
وتنظم كأس الخليج مرة كل عامين، وأقيمت النسخة الأولى منها في البحرين عام 1970 بينما استضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019 وتوجت فيها البحرين باللقب الأول في تاريخها.
وتحمل الكويت الرقم القياسي بعدد مرات الفوز، إذا حازت اللقب 10 مرات، مقابل 3 ألقاب لكل من السعودية وقطر والعراق ولقبين لكل من الإمارات وسلطنة عمان.
وصول المنتخبات.. واستاد البصرة يستضيف أول لقاء
قال "حمودي" إن معظم المنتخبات الخليجية المشاركة في البطولة، وصلت بالفعل إلى العراق، تقدمها الكويت أول الواصلين، ومن ثم اليمن والإمارات والبحرين، ووصل المنتخب القطري اليوم الأربعاء، قبل يوم من المباراة.
ويشارك في بطولة كأس الخليج العربي في نسخته الحالية 8 منتخبات هي العراق والبحرين والسعودية واليمن، وعمان، والإمارات، رفقة منتخب قطر بطل آسيا 2019، ومنتخب الكويت البطل القياسي للبطولة، الفائز بـ10 ألقاب.
ومن المقرر أن ينافس منتخب العراق نظيره العماني في مستهل مباريات بطولة الكأس يوم الجمعة المقبل على أرض استاد البصرة الدولي، جنوب العراق، وتستمر المباريات حتى نهائي الكأس يوم الخميس الموافق 19 يناير الجاري.
تنظيم استثنائي لحفل الافتتاح
يطمح العراق من خلال تنظيم حفل افتتاح خليجي 25 أن يقدم شيئًا يليق بمكانته التاريخية، ويرتقي ليقترب لآخر تنظيم عربي لاحتفال كروي وهو تنظيم قطر لكأس العالم قبل شهرين.
وقال يوسف فعل، مسؤول المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة العراقي، إنه تم التعاقد مع شركة إسبانية لإقامة حفل الافتتاح، والذي "نطمح أن يضفي لمسة جمالية خاصة لبطولة خليجي ولعودة العراق لاستضافته".
أعرب "فعل" عن آمال الاتحاد في أن يقدم احتفالًا وتنظيمًا لبطولة الكأس يليق بسمعة الكرة الخليجية والمنطقة، وفي سبيل ذلك لم يدخر مالًا أو جهدًا في اختيار نجوم الافتتاح، معلنًا عن أن نجم الطرب العراقي والعربي كاظم الساهر، سيحي الحفل، وإلى جانبه المطربة العراقية رحمة رياض، بالإضافة إلى مجموعة فقرات ومفاجآت يسعى الاتحاد من خلالها لإبهار متابعي ومشجعي الكرة الخليجية يوم السادس من يناير، موعد افتتاح البطولة.
كشف "حمودي" لـ"القاهرة الإخبارية" عن أن هناك مفاجآت تعد لها الشركة الإسبانية المنظمة لحفل افتتاح بطولة الكأس، مفصحًا عن أن إحداها تستهدف الجمهور بشكل مباشر، إذ ستوزع ساعات إلكترونية على جمهور حفل الافتتاح سترسل عبرها إشعارات بطرق يتفاعل بها مع فقرات بعينها في الحفل، في مسع من جهة التنظيم أن يشرك الجمهور في الفرحة المنتظرة بالاحتفال.
تذكرة لكل مباراتين
تحدث مسؤول المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة العراقية، عن إقبال فاق كل التوقعات لشراء تذاكر مباريات البطولة، حتى نفدت، ما استدعى من الاتحاد إعداد خطة تلبي وتراعي مشاعر هذا الجمهور التواق لأن يكون جزءًا من الحدث المهم.
قال: وضع الاتحاد خطة لأن تكون التذكرة لمباراتين وليس مباراة واحدة، وهي خطوة غير مسبوقة في هذا المجال، أردنا بها أن نراعي رغبة الجمهور العراقي محب كرة القدم، والتواق منذ فترة طويلة لاستضافة البطولة على أرضه.
أشار إلى أن إلغاء الرسوم المالية المترتبة للحصول على تأشيرة دخول البصرة، وأنها باتت مجانًا، ساهم بشكل كبير في نسبة الإقبال غير المسبوقة.
رسائل العراق للمنطقة من "خليجي 25"
قال المتحدث باسم اتحاد الكرة العراقية، إن استضافة العراق تحمل الكثير من الرسائل، في مستهلها أن العراق قادر على استضافة وتأمين الأشقاء، لا سيما في فاعلية رياضية كلها تسامح ومحبة.
ومن الناحية السياسية، أشار إلى أن استضافة البطولة تعيد للعراق آماله في أن يمثل حاضنة العرب، وتثقل من قوة رسالته المتجددة بشأن استعداده لاستقبال الأشقاء العرب في أي وقت.
وعن الجانب الاقتصادي من استضافة العراق للبطولة، أشار إلى أن إقبال مشجعي كرة القدم الخليجية لحضور الحدث الجلل في البصرة، سيكون له عائد مالي كبير من شأنه أن يمثل دفعة اقتصادية للبلاد.
بطولة نجحت قبل أن تبدأ
أكد المتحدث باسم اتحاد الكرة العراقي، أن الحضور الجماهيري الذي لم تشهده بطولات الخليج السابقة، أعطى قوة للبطولة المقرره في البصرة، وكتب لها النجاح قبل أن تبدأ، مضيفًا "واليوم لا صوت يعلو فوق صوت البصرة وخليجي 25".