بات الوضع الصحي في قطاع غزة يشهد حالة من الانهيار التام؛ بسبب الحصار وقصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر للقطاع، في ظل توقف أغلب المستشفيات عن العمل، كما أنَّ عدم القضاء على فيروس شلل الأطفال داخل قطاع غزة، خصوصًا في ظل رفض الاحتلال دخول حملات التطعيم لمحافظتي غزة والشمال، بات يهدد دول الجوار ويتحول إلى جائحة دولية، هذا ما وصفه الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني خلال حديثه لـ"القاهرة الإخبارية".
إنهاء الحرب
ولدى استضافته في برنامج "عن قرب" الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، طالب وزير الصحة الفلسطيني بضرورة إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وفرض قرار أممي على إسرائيل، يُلزمها بوقف العدوان الهمجي ضد الفلسطينيين، وعلى مجلس الأمن الدولي أنّ يقوم بمسؤولياته بوقف القتال في غزة ولبنان، خصوصًا في ظل عجز المنظومة الدولية والأممية عن اتخاذ قرار مُلزم بوقف القتال والعدوان.
دفع رواتب الموظفين
وقال "أبو رمضان" إنَّ السلطة الفلسطينية موجودة في جميع محافظات فلسطين وخصوصًا الجنوبية منها منذ عام 1994، وتدفع رواتب الموظفين بقطاعات غزة كافة.
لافتًا إلى أنَّ السلطة لا تعترف بمصطلح "اليوم التالي للحرب"؛ لأننا موجودون بالفعل داخل قطاع غزة، وكوادر السلطة الفلسطينية هي من تعمل داخل القطاع الصحي في القطاع، سواء الموظفين من وزارة الصحة المركزية أو الهيئات الدولية أو المنظمات غير الحكومية، ومع توقف الحرب تستعد السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة تأهيل القطاعات الصحية في غزة، كما حدث في المحافظات الشمالية كمدينة جنين وطولكرم وطوباس.
الوفود الطبية
وأشار وزير الصحة الفلسطيني إلى أنَّ إسرائيل تحاول الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع ذلك تتعاون السلطة الفلسطينية مع شركائها الدوليين ومنظمة الصحة العالمية (WHO) من أجل توصيل المستلزمات الطبية واللقاحات وتسهيل حركة الوفود الطبية الأممية لتقديم الإغاثة للجرحى، وأقامت السلطة مستشفيات ميدانية بغزة بالتعاون مع الدول العربية والمنظمات الدولية، لكن إسرائيل مازالت تضع العراقيل والعقبات أمام الأطقم الطبية فضلًا عن منعها نقل المرضى من بين الشمال والجنوب.
تدمير العامل البشري
أحد أهم الأهداف الإسرائيلية في غزة كان تدمير العامل البشري، إذ يرى الوزير الفلسطيني أنَّ الأطقم الطبية هدف ممنهج منذ بداية الحرب في غزة، باعتبارهم ثروة بشرية لا يمكن تعويضها، خصوصًا ذوي الكفاءة العالية، إذ إنّ الاحتلال أجبر العديد من الأطباء على النزوح فضلًا عن اعتقال من يرفض الخروج من القطاع، وتأتي أولويات وزارة الصحة استعادة العنصر البشري باعتباره القوة الحقيقية ووقود المستشفيات.
جائحة دولية
وعمّا جرى مواجهته من تحديات خلال الفترة الماضية، قال "أبو رمضان" إنَّ انتشار فيروس شلل الأطفال كان أصعبها، خصوصًا في ظل استمرار الاحتلال لتدمير البنية التحتية بالكامل وانعدام المياه الآمنة للشرب، فضلًا عن مياه الصرف الصحي غير المعالجة والطافية داخل مخيمات النزوح، مشيرًا إلى أنه فور اكتشاف تسلل الفيروس بين الأطفال جرى أخذ عينات وإرسالها إلى المختبرات المعتمدة بدولة الأردن، ووضع خطة للعلاج عن طريق التواصل مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف للطفولة، وتمكنت الوزارة من تطعيم أكثر من 640 ألف طفل فلسطيني، وحمّل الوزير الفلسطيني إسرائيل المسؤولية؛ لأنها ترفض دخول حملات تطعيم الأطفال لمحافظتي غزة والشمال، وتوقع في حالة عدم القضاء على شلل الأطفال في غزة تمدده إلى دول الجوار ومن ثم يتحول إلى جائحة دولية.
تأجيل التطعيم في الشمال
وبسبب تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي في معظم أنحاء شمال غزة، اضطرت اللجنة التقنية المعنية بشلل الأطفال في غزة، التي تشمل وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والشركاء، إلى تأجيل المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال.