الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الردع أم تجنب التصعيد؟.. هجوم إسرائيل يضع إيران بين خيارين كليهما صعب

  • مشاركة :
post-title
الهجوم الإسرائيلي يضع طهران بين خيارين كلاهما صعب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

على ضوء الهجمات الجوية الأخيرة التي شنّتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، تواجه القيادة الإيرانية معضلة وجودية تستوجب إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية وخياراتها المستقبلية، إذ يجبرها هذا التصعيد على التوازن بين الحاجة إلى الرد للحفاظ على الردع، وبين المخاطر المحتملة التي قد تضعها في مواجهة صراع عسكري ممتد، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضًا مع الولايات المتحدة.

وتطرقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى هذا المشهد في تقرير مفصل، أشار إلى مواقف وتحليلات متباينة حول الرد الإيراني المحتمل، وتداعياته على الأوضاع الإقليمية والدولية.

تقليل إيراني من تأثير الهجوم

وفي رد فعل أولي على هجمات دولة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت ثلاث مناطق إيرانية هي "طهران، وخوزستان، وعيلام"، حاولت وسائل الإعلام الإيرانية التقليل من شأن الهجمات.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الهجمات كانت "ضعيفة"، كما أشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى أن الأضرار كانت محدودة، نافيًا صحة الادعاءات الإسرائيلية بمهاجمة عشرين هدفًا بواسطة 100 طائرة، وأكدت قيادة الدفاع الجوي الإيرانية اعتراضها للصواريخ، وأن الأضرار اقتصرت على مناطق محدودة.

خيارات التصعيد أو الاحتواء

أمام التصعيد، تقف القيادة الإيرانية في مفترق طرق حاسم؛ فمن ناحية، ترى ضرورة الرد للحفاظ على ردعها أمام إسرائيل، خصوصًا بعد التصريحات المتكررة التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون خلال الأسابيع الماضية التي تهدد برد على أي هجوم إسرائيلي.

ومن ناحية أخرى، يخشى النظام الإيراني من أن يؤدي الرد إلى تفاقم الأمور ودخول البلاد في صراع مع الولايات المتحدة، بما يهدد قدراتها الاقتصادية والعسكرية.

مراجعة الاستراتيجية الأمنية

ويرى مراقبون أن هذا الموقف قد يضع الزعيم الإيراني علي خامنئي عند مفترق الطرق هذا، فيتعين عليه أن يختار بين بديلين كليهما صعب، الرد على الهجوم الإسرائيلي مع تحمل مخاطر إضافية كبيرة أو "احتواء الأزمة"، كما فعل الزعيم الإيراني الراحل الخميني عندما وافق على وقف إطلاق النار مع العراق عام 1988، وتجنب الرد حتى على حساب المزيد من تآكل الردع الإيراني.

ورأى التقرير العبري أن التطورات الإقليمية الأخيرة تتطلب من إيران إعادة تقييم مفهومها الأمني ​​استنادًا إلى عناصر رئيسية في الاعتماد على المنظمات "الوكيلة"؛ والقدرات العسكرية الاستراتيجية، خاصة الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والبرنامج النووي.