برزت دعوة المحللين العسكريين الإيرانيين إلى الانتقام السريع، عقب شنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، غارات جوية استهدفت عددًا من القواعد العسكرية في غرب وجنوب غرب طهران، ليلة الجمعة-السبت.
وعبر التليفزيون الرسمي الإيراني، طالب المعلقون الإيرانيون بردّ قوي، إذ قال أحد المحللين: "لقد هاجموا إيران رسميًا بشكل مباشر ويجب أن يكون لها ردٌّ مناسب لتحقيق التوازن"، فيما تبنى آخرون نبرة أكثر تهديدًا، بالقول "من الآن فصاعدًا يجب عليهم الانتقال إلى الملاجئ وانتظار ردنا.. لقد انتحروا للتو ويجب أن ينتظروا العواقب".
تقليل متعمد
ويرى خبير سياسي أن إيران قللت من أهمية الهجوم الإسرائيلي، ووصف ذلك بأنه "خطوة استراتيجية لحفظ ماء الوجه".
وأشار بهنام بن تاليبلو، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية قللت من أهمية الضربة التي وقعت اليوم، ولم تبلغ عن الأضرار.
وقال تاليبلو لشبكة "CNN": "قد يكون تعليق إيران على الهجوم الإسرائيلي لحفظ ماء الوجه داخليًا"، وأشار إلى أنّ تقليل إيران من الهجوم قد يرفع عنها إلزامية الرد، الأمر الذي قد يضغط على الولايات المتحدة للاستمرار في التأثير على إسرائيل؛ حتى لا تصعِّد الهجمات، فضلًا عن التأكد من أنّ واشنطن ستضع في النهاية قيودًا على إسرائيل.
وأعلن مقر الدفاع الجوي الوطني الإيراني بأن الضربات الإسرائيلية استهدفت "مراكز عسكرية" في ثلاث محافظات، هي: العاصمة طهران وجنوب خوزستان وغرب إيلام.
وبينما صرح مقر قوة الدفاعات الجوية بأنها "اعترضت وصدّت هذا العمل العدواني بنجاح"، أشار المسؤولون إلى "أضرار محدودة لحقت ببعض المناطق".
وقال المقر: "على الرغم من التحذيرات السابقة بالامتناع عن أي أعمال متهورة، نفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا استفزازيًا في وقت مبكر من صباح اليوم"، ووصف العملية الإسرائيلية بأنها "إجرامية وغير قانونية".
ويمثل هذا البيان أول تأكيد رسمي من إيران بشأن مواقع محددة مستهدفة في العملية الإسرائيلية، وحذرت السلطات الإيرانية أيضًا من أنها قد ترد على الضربات.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية عن مسؤولين -لم تسمهم- أن "إيران مستعدة للرد على أي عمل عدواني من قبل إسرائيل".
حرب نفسية
ونقلت وكالة "تسنيم"، عن مصدر مطلع أن "مزاعم إسرائيل حول ضربها 20 موقعًا في إيران غير واقعية وتندرج في إطار الحرب النفسية"، مؤكدًا أنّ "آثار الضربة الإسرائيلية كانت محدودة".
وذكر المصدر أنّ عدد أهداف واعتداءات الجيش الإسرائيلي أقل بكثير مما يدعيه، مضيفًا: "الأخبار التي تفيد بمشاركة 100 طائرة إسرائيلية في هذا الاعتداء هي أيضًا كاذبة وتسعى إسرائيل إلى تضخيم هجومها الضعيف".
وأشار المصدر إلى أن الاعتداء تم من خارج حدود إيران، وألحق أضرارًا محدودة، موكدًا أنه لم يتم استهداف أي مركز عسكري للحرس الثوري في طهران.
حظر النشر
وفي الداخل، انتشرت مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر صواريخ إسرائيلية تحلق فوق العاصمة الإيرانية طهران، حيث ضربت إسرائيل ليلة الجمعة-السبت أهدافًا متعددة.
من جهتها، حذرت الشرطة الإيرانية، مِن أنّ مشاركة الصور أو المعلومات مع "وسائل الإعلام المعادية التابعة للاحتلال الإسرائيلي" تشكل جريمة يعاقب عليها بالسجن من سنة إلى 10 سنوات.
ويأتي التحذير في الوقت الذي يستخدم فيه الإيرانيون شبكات VPN لتجاوز قيود الإنترنت، ونشر روايات شهود العيان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحثّت القيادة العسكرية المواطنين على الحفاظ على "الوحدة والهدوء" مع متابعة التحديثات من خلال وسائل الإعلام الرسمية فقط، محذرة من "الشائعات التي تنشرها وسائل الإعلام المعادية".