برز دور بارون ترامب، النجل الأصغر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال الأيام الماضية في قيادة استراتيجية والده الرقمية نحو آفاق جديدة، إذ كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن تفاصيل هذا الدور المحوري الذي يلعبه الشاب البالغ من العمر 18 عامًا في توجيه الحملة الانتخابية نحو منصات إعلامية غير تقليدية.
الجيل الجديد يقود التغيير
في تفاصيل غير مسبوقة، كشف جيسون ميلر، المستشار الإعلامي في حملة ترامب، عن الدور المحوري الذي يلعبه بارون في تشكيل استراتيجية التواصل الرقمي للحملة، إذ أوضح في حديث مطول مع بودكاست "بوليتيكو بلاي بوك ديب دايف"، أنّ "بارون" أصبح القوة الدافعة وراء اختيار المنصات الإعلامية الرقمية التي يظهر فيها والده.
وأضاف أنّ كل توصية قدمها بارون حققت نجاحًا استثنائيًا، ما أدى إلى "كسر الإنترنت" في كل مرة، وفقًا لتعبيره.
وتجلى هذا النجاح في سلسلة من الظهور الإعلامي المؤثر على منصات البودكاست ويوتيوب، التي تحظى بمتابعة كبيرة من قبل الجيل الشاب.
استراتيجية مبتكرة تستهدف الشباب
وكشفت التفاصيل التي نشرتها "ذا تليجراف" عن استراتيجية متعددة الأبعاد تستهدف شريحة محددة من الناخبين، وخاصة الشباب الذكور الذين يصعب الوصول إليهم عبر وسائل الإعلام التقليدية.
وتضمنت هذه الاستراتيجية سلسلة من الظهور المؤثر مع شخصيات بارزة في عالم المحتوى الرقمي، من بينهم المؤثر الشهير أدين روس، والمصارع واليوتيوبر المعروف لوجان بول، والكوميديان ثيو فون.
ونجحت هذه الظهورات في تحقيق نسب مشاهدة غير مسبوقة، وتفاعل كبير من قبل الجمهور المستهدف.
نقطة تحول
ويمثل الظهور المرتقب لترامب في بودكاست جو روجان، الذي يعد الأكثر استماعًا على منصة سبوتيفاي، نقطة تحول مهمة في مسار الحملة الانتخابية.
وتكتسب هذه المقابلة أهمية خاصة في ضوء الإحصاءات التي كشفتها مؤسسة أديسون للأبحاث، والتي تشير إلى أن نحو 80% من مستمعي البودكاست هم من الرجال، ونصفهم تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، وهي الشريحة العمرية التي تسعى حملة ترامب للوصول إليها وإقناعها برؤيته السياسية.
سلاح ترامب الجديد
ويكشف المستشار الإعلامي ميلر، الذي شارك في حملتي ترامب الرئاسيتين عامي 2016 و2020، عن جانب آخر من هذه الاستراتيجية يتمثل في إظهار البعد الإنساني لشخصية ترامب.
وأوضح أنّ هذه المنصات الرقمية أتاحت الفرصة لترامب للحديث بعمق عن تجاربه الشخصية والعائلية، بما في ذلك تجربة شقيقه مع الإدمان، ودوره كجد، ما ساهم في تغيير الصورة النمطية عنه لدى شريحة كبيرة من الناخبين.
وأضاف ميلر أن هذا النهج الشخصي والإنساني لقي تجاوبًا كبيرًا من قبل المستمعين، وساهم في تعزيز التواصل مع الجمهور المستهدف.
مستقبل الإعلام السياسي
ويؤكد المراقبون أنّ نجاح هذه الاستراتيجية التي يقودها بارون ترامب يشير إلى تحول جذري في طبيعة الحملات الانتخابية الأمريكية ووسائل التواصل السياسي.
وأوضح "ميلر" أن ملايين الأمريكيين أصبحوا يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست كمصدر رئيسي للمعلومات والأخبار، ما دفع كبرى المؤسسات الإعلامية إلى التحول نحو هذه المنصات.
وأضاف أن نجاح حملة ترامب في استغلال هذا التحول يعود بشكل كبير إلى رؤية بارون وفهمه العميق لطبيعة الإعلام الرقمي وتفضيلات الجيل الجديد من الناخبين.