الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ما وراء استئناف مفاوضات غزة.. صراع داخل حكومة الاحتلال لوقف الصفقة

  • مشاركة :
post-title
استئناف المفاوضات يلقى معارضة قوية داخل حكومة نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خضمّ معركة سياسية داخلية، يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات لاذعة من داخل حكومته، بسبب قراره إرسال وفد إلى قطر للتفاوض بشأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عارض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن جفير (المتطرفين) بشدة إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر للتفاوض بشأن إطلاق سراح المحتجزين، واعتبر أنها -المفاوضات- تأتي بنتائج عكسية وتُعزز من موقف حماس.

سموتريتش يهاجم نتنياهو

وعبر "سموتريتش" عن استيائه من قرار نتنياهو إرسال رئيس الموساد ديفيد بارنياع إلى الدوحة، وقال إن قطر تسيء إلى صورة إسرائيل دوليًا عبر وسائلها الإعلامية، وتسعى إلى تعطيل محاولات إسرائيل لتدمير حركة حماس، فيما يرى أنّ "الوسيلة الوحيدة لتحرير المحتجزين هي الضغط العسكري المستمر على حركة حماس".

بن جفير: الصفقات تعطي الأوكسجين لحماس

من جهته، أعرب المتطرف "بن جفير" عن رفضه القاطع لأي صفقات تفاوضية مع حماس، منتقدًا تجاهل مجلس وزراء الاحتلال لتوجهاته، وأكد أن مثل هذه الصفقات تمنح حماس الوقت والموارد لإعادة تنظيم قواتها، ما يُعرّض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر، داعيًا إلى مواصلة التصعيد حتى تحقيق النصر الكامل.

خيارات تفاوضية

ورغم هذه الانتقادات، أوضح مكتب نتنياهو أنّ اللقاء مع القطريين يهدف إلى استكشاف خيارات تفاوضية لتحرير المحتجزين، وتأتي هذه الجهود بالتوازي مع محاولات دولية، إذ أبدت مصر استعدادها لتسهيل المفاوضات ودعت إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي الوقت نفسه هناك أيضًا مبادرة روسية ضد حماس، هدفها تحرير مواطنين روسيين محتجزين، إذ التقى مسؤول حماس موسى أبو مرزوق في موسكو بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، فيما نفت إسرائيل أمس تقارير عن وصول وفد روسي إلى تل أبيب لإجراء مفاوضات حول هذه القضية.

حماس تصر على موقفها: "لا صفقات جزئية"

من جهته، أكد أسامة حمدان، أحد كبار قادة حماس، أنّ الحركة لن تقبل بأي صفقة جزئية، وأن تحرير المحتجزين مشروط بوقف الحرب وانسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة.

وقال "حمدان"، في تصريحات تلفزيونية، إنّ "الوسطاء أبلغوا وفد حماس أنّ لديهم معطيات حول بدء المفاوضات، لكن الوفد متمسك بمبادئه"، وأضاف أنّ "ما قاله بلينكن لا يختلف عمّا قاله آموس هوكشتاين (مبعوث البيت الأبيض إلى إسرائيل)، في محاولة لتغيير موقف حماس بحيث يتناسب مع المصلحة الأمريكية الإسرائيلية".

وشدد حمدان على أنّ الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي صفقة جزئية، وأنّ الحرب يجب أن تتوقف حتى يتم تبادل المحتجزين، وأنّ أي "جهد جدي لتحرير المحتجزين لدى المقاومة يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار".

مفاوضات متعثرة

بينما تتوالى التطورات على الساحة السياسية، يعبر أهالي المحتجزين عن استيائهم من عدم جدية الحكومة في التعامل مع هذه الأزمة، ومع مرور أكثر من عام على هجوم 7 أكتوبر تزداد الضغوطات الشعبية، في ظل استمرار الجمود السياسي وعدم الوصول إلى حل يُرضي الأطراف المختلفة.