في حادث أثار موجة من القلق والجدل في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد تعرّض منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في منطقة قيسارية في تل أبيب لهجوم بطائرة بدون طيار أطلقها حزب الله.
ورغم الأضرار الطفيفة، أثار الحادث تساؤلات حول مدى فاعلية الأنظمة الأمنية الحالية وحماية المسؤولين الكبار، والمخاطر المتزايدة على حياة نتنياهو، ما دفع الأنظمة الأمنية الإسرائيلية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية وتفعيل أنظمة التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) حول منزله ومواكبه، ما يعكس حالة التأهب القصوى.
تعزيزات أمنية ومشاورات طارئة
بعد الهجوم، يواصل المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون عقد مشاورات عاجلة لتقييم الوضع ومناقشة التدابير الأمنية الجديدة، من بين هذه التدابير، تفعيل أنظمة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حول منزل نتنياهو والمواكب الرسمية، إلى جانب تعزيزات لسلاح الجو لحماية المواقع الاستراتيجية، وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وفي إطار هذه التدابير، قرر نتنياهو تغيير مكان إقامته مؤقتًا، وانتقل إلى منزل صديقه الملياردير اليهودي الأمريكي سيمون فاليك، في شارع مردخاي كاسبي في حي أرنونا بمدينة القدس، الذي يضم ملجأً محصنًا ومتطورًا للحماية من الهجمات الصاروخية، وحسب "يديعوت أحرونوت" يُتوقع أن يستمر نتنياهو في تغيير مواقع إقامته بين الحين والآخر لزيادة صعوبة استهدافه.
الهجوم على منزل نتنياهو
يوم السبت الماضي، تعرّض منزل نتنياهو في قيسارية لهجوم من قِبل طائرة بدون طيار أطلقها حزب الله، استهدفت نافذة غرفة النوم، وأصابت الدرع الواقية وأدت إلى تناثر الشظايا واحتراق أشجار النخيل المحيطة بالمنزل، وأكدت سلطات الاحتلال أن الدرع الموجودة في النافذة حال دون وقوع كارثة أكبر.
الجيران، الذين يعيشون بالقرب من منزل نتنياهو، أعربوا عن قلقهم من عدم صدور أي تحذير رسمي قبل الحادث، رغم أن هذه هي المرة الثانية التي تقترب فيها طائرات بدون طيار من المنطقة، وقال أحد الجيران وفق موقع "واينت" إن الطائرات بدون طيار كانت تستهدف منزلًا قريبًا من منزلهم، مشيرًا إلى الحظ الجيد الذي حال دون وقوع إصابات.
حزب الله يتبنى الهجوم
بعد مرور 72 ساعة على الحادث، أعلن حزب الله مسؤوليته الكاملة عن الهجوم، حيث كانت الطائرة بدون طيار التي استهدفت منزل نتنياهو جزءًا من سلسلة هجمات تم التخطيط لها.
أظهرت الوثائق التي تم نشرها في وقت لاحق حجم الأضرار التي لحقت بالمنزل، وأشارت إلى أن التحصينات المدرعة كانت حاسمة في تقليل الأضرار، وتحدث توم يتكان، كبير المهندسين في شركة "شيلدينج سيستمز"، عن فاعلية النظام الذي استخدم في حماية منزل نتنياهو، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها عالميًا التي تنجح فيها درع نافذة في إيقاف طائرة بدون طيار انتحارية.
جيران نتنياهو خائفون
وعبّر سكان منطقة قيسارية عن استيائهم من عدم وجود أي إنذارات تحذيرية في المنطقة، ورغم الأضرار الطفيفة التي لحقت بالمنزل، إلا أن الجيران اعتبروا أن قدرة طائرة بدون طيار على الاقتراب من منزل رئيس الوزراء يشكل تهديدًا خطيرًا.
أحد الجيران وصف الموقف قائلًا: "إنه لأمر مقلق أن تتمكن طائرة بدون طيار من التسلل إلى مسافة قريبة من منزل رئيس الوزراء، ما يجعل من الواضح أن إيران وحزب الله قادران على الوصول إلى أهداف حساسة داخل إسرائيل".
ردود الفعل والتحقيقات
وزار المدير العام لمكتب رئيس الوزراء، يوسي شيلي، فيللا نتنياهو في قيسارية، الأحد الماضي، برفقة رئيس مصلحة الضرائب شاي أهرانوفيتش، لتقييم الأضرار التي لحقت بالمنزل نتيجة الهجوم. ويواصل جيش الاحتلال تحقيقاته لمعرفة كيفية تمكن الطائرة بدون طيار من اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى هذا الموقع الحساس.
وبعد ما فتح الهجوم على منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفحة جديدة من التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، يبقى السؤال: كيف ستتعامل إسرائيل مع هذه التهديدات المستمرة لضمان أمن قادتها ومنشآتها الحساسة؟