قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، إن القيادة السياسية المصرية بما لديها من استشراق واستباق دائم لتطورات الأوضاع في المنطقة وانعكاساتها على كل المستويات، استحدثت منصب المنسق العام للأجهزة الأمنية في مصر، لأن هذا المنصب لم يكن موجودًا من قبل.
وخلال تعليقه على إصدار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرارًا بتعيين اللواء عباس كامل مستشارا ومبعوثًا خاصًا لرئيس الجمهورية ومنسقًا عامًا للأجهزة الأمنية، أشار "أحمد الطاهري"، خلال مداخلة هاتفية لـ "القاهرة الإخبارية"، إلى أن مصر تمتلك أكثر من جهاز أمني تتنوع نشاطاتها ما بين الخارج والداخل، وبالتالي أصبحت هناك حاجة الآن لوجود منسق عام للأجهزة الأمنية بما يتسم مع طبيعة التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري من ناحية، وانعكاس هذه التحديات على مختلف المستويات من ناحية أخرى.
وأضاف، أن اللواء عباس كامل بما يمتلكه من خبرة عريضة وتاريخ طويل في العمل المخابراتي يعتبر "الرجل المناسب في التوقيت المناسب" لتلك المهمة، إذ يمتلك رؤية في السياق الأمني، مواصلاً أن رؤية رئيس المخابرات المصري السابق في السياق الأمني ربما تُرجمت في مسارات متعددة سياسيًا وأمنيًا، وكان منها مسألة المنتدى الاستخباري العربي، وكيف ضمن هذا المنتدى إلى حد ما قدرًا من التنسيق بين الأجهزة الأمنية العربية، وقدرًا من تنسيق المعلومات بين الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات العربية، ربما حتى أسهمت في تصفية الأجواء في العلاقات العربية - العربية على مستويات سياسية أخرى.
وفيما يتعلق بعودة مسألة المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية، أشار إلى أن هذه الصفة كانت غالبة وحاضرة في سبعينيات القرن الماضي مع الرئيس محمد أنور السادات، وتحديدًا مع مستشار الأمن القومي حافظ إسماعيل، وللمفارقة فإن كثيرًا من الصفات تتشابه ما بين السيد حافظ إسماعيل واللواء عباس كامل.
وأكد رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، أن تصعيد واختيار وكيل جهاز المخابرات ليصبح رئيسًا للجهاز رسالة مؤسسية من القيادة السياسية لأبناء الجهاز مفادها ان الاختيارات تأتي من داخل الجهاز.
وذكر "الطاهري"، أن اللواء حسن رشاد يتمتع بالكثير من الصفات التي تناسب هذه المرحلة، وأن رحلته ممتدة على مدار 34 عامًا في العمل داخل أروقة الأمن القومي، وتدرج خلالها في مختلف المهام والرتب والتخصصات داخل جهاز المخابرات العامة، إلى أنْ أصبح وكيلًا للجهاز، ثم أدى اليوم اليمين القانونية أمام الرئيس المصري رئيسًا للجهاز.
وواصل: "السياق المصري الآن في فتح واستحداث رؤى واستشراف للحالة الأمنية الإقليمية، وانعكاسات هذه الحالة الأمنية تتعامل مع هذا النمط بنمط دول أخرى ودول كبرى، وهذه الدول لديها أكثر من جهاز أمني، وبعض هذه الدول استحدث جهازًا أمنيًا آخر للإشراف على الأجهزة الأمنية مثل CIA في أمريكا، وهناك نموذج آخر في روسيا والاتحاد السوفيتي القديم".
وأكمل رئيس تحرير مجلة روزاليوسف: "في الحالة المصرية، استحداث منصب منسق عام بين الأجهزة الأمنية حفظ لهذه الأجهزة استقلاليتها من جهة، وفي الوقت نفسه ضمن تحقيق المستهدف وفق توجيه القيادة السياسية في هذه المرحلة بالغة الدقة على المستويات كافة".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد أصدر، اليوم الأربعاء، قرارًا بتعيين اللواء عباس كامل مستشارًا لرئيس الجمهورية، منسقًا عامًا للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.
كما أدى اللواء حسن محمود رشاد اليمين القانونية، رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.