أشعلت هجمات الطائرات المسيّرة (الدرونز) المعارك في أوكرانيا مع بداية العام الجديد. وتبرز المسيّرات كأحد أهم الأسلحة التي صنعت الفارق في الحرب الروسية - الأوكرانية، بخاصة أن الطرفين استخدماها بكثافة.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل ما يقرب من 400 جندي روسي فى هجوم بـ"الدرونز" على قاعدة عسكرية في دونيتسك، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة" الإندبندنت" البريطانية، اليوم الاثنين، نفذت القوات الأوكرانية هجمات بـ"الدرونز" استهدفت مدينة "ماكييفكا" وأجزاء أخرى في المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها روسيا، عشية العام الجديد.
وفيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل 400 جندي روسى في هجماتها بـ"المسيّرات"، قالت نظيرتها الروسية إن63 جنديًا فقط لقوا حتفهم في الغارة على منشأة بدونيتسك الشرقية، حيث يتمركز أفراد عسكريون.
كاميكازي عززت مكاسب الأوكرانيين
وتأتي طائرات "كاميكازي" في طليعة المسيّرات التي ساعدت الأوكرانيين للحفاظ على مكتسباتهم العسكرية التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين. وتتميز هذه المسيّرات بقدرتها على التحليق في منطقة الهدف المحدد مسبقًا، وتضرب عندما يتم التعرف إلى العدو، ولذلك تعرف باسم "الذخيرة المتسكعة". ويمكن إطلاق هذا النوع من الطائرات دون طيار بسهولة من مسافات بعيدة، ويصعب اكتشافها لصغر حجمها.
وكانت الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بـ700 طائرة من طراز "كاميكازي". ويشير مراقبون إلى أن هذه المسيّرات استخدمت لاستهداف قواعد روسية في شبه جزيرة القرم، وفي الهجوم على ميناء سيفاستوبول في شبه الجزيرة، الذي صدته الدفاعات الروسية أواخر أكتوبر الماضى.
لكن مارينا ميرون، الباحثة في الدراسات الدفاعية في "كينجز كوليدج" بلندن، ترجح استخدام الأوكرانيين مسيّرات محلية الصنع، في هجمات مختلفة بعد تفخيخها بطريقة بدائية.
ويتكون أسطول أوكرانيا من المسيّرات من طائرات "بيرقدار" تركية الصنع، التي تمتاز بحملها كاميرات استطلاعية وقنابل موجهة بالليزر.
المسيّرات الروسية تستهدف البنية التحتية الأوكرانية
وفى أعقاب الهجوم الأوكرانى الأخير، نفذت القوات الروسية عدة هجمات بـ"الدرونز" استهدفت الأراضى الأوكرانية في العام الجديد، وأحدثت أضرارًا بالبنية التحتية في العاصمة كييف، وانقطاع واسع في الكهرباء.
وأعلنت أوكرانيا، اليوم الاثنين، أن المضادات الجوية تمكنت من إسقاط 40 طائرة مسيّرة روسية شاركت في الهجمات على مناطق مختلفة من أوكرانيا، فيما قال رئيس بلدية كييف "فيتالي كليتشكو" إن منشآت البنية التحتية للطاقة تعرضت لأضرار جراء هجمات على العاصمة الأوكرانية كييف، الأمر الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة.
وأضاف "كليتشكو" إن 40 طائرة مسيّرة متفجرة "اتجهت نحو كييف" ليلًا، وفقًا لقوات الدفاع الجوي، وتم تدميرها جميعًا. وتابع أن 22 طائرة مسيّرة جرى تدميرها فوق كييف و3 في منطقة نائية بالمدينة و15 فوق المقاطعات المجاورة.
وواصلت روسيا قصف كييف لليوم الثاني على التوالي بعد إطلاق وابل من الصواريخ على العاصمة الأوكرانية ليلة رأس السنة (اليوم الأول من العام الجديد) وقال "كيريلو تيموشينكو" مستشار الرئاسة الأوكرانية إن حطام طائرة مسيّرة سقط على طريق في المنطقة الواقعة شمال شرق كييف ما ألحق أضرارًا بأحد المباني.
وقالت القيادة العسكرية الإقليمية الأوكرانية في شرق البلاد إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت تسع طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" فوق منطقتي "دنيبروبتروفسك" و"زابوريجيا" بحلول الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.
روسيا تستخدم مسيّرات "شاهد" و"أورلان-10"
وحسب الجيش الأوكراني، فإن روسيا تستخدم طائرات مسيّرة هجومية إيرانية الصنع، وقال مسؤولون أمريكيون لشبكة "سي. إن. إن" في أغسطس الماضي، إن روسيا اشترت مجموعة من طائرات "شاهد"، ودربت قواتها على استخدامها. ووفقا للرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكى"، طلبت روسيا من طهران 2400 طائرة من دون طيار من طراز "شاهد -136".
ووفق باحثين، وظّفت روسيا طائراتها من نوع "أورلان-10" في مهام الاستطلاع، ويقول "جاك واتليكنج" الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أقدم مركز أبحاث متخصص بالشؤون العسكرية والأمنية في العالم، إن هذه المسيّرات ساعدت القوات الروسية على استهداف الخصم في غضون ثلاث إلى خمس دقائق من تحديد موقعه، وهي مدة أقل بكثير من الفترة التي تتطلبها الطرق التقليدية قبل تنفيذ الهجوم، والتي تتراوح بين 20 و30 دقيقة.