وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، إلى مطار القاهرة الدولى، في زيارة رسمية إلى مصر، وكان في مقدمة مستقبليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد عدد من الخبراء أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر ستتبعها نقلة اقتصادية، كما سيجرى تناول العديد من الملفات على رأسها الحرب على غزة وتوسع هجوم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، فضلًا عن مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم، إنّ الزيارة ستدعّم آفاق التعاون بين البلدين، فضلًا عن أن التقارب التاريخي بين البلدين يصب في مصلحة قضايا الأمة العربية.
تحقيق السلام والتنمية
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "شقراء" بالمملكة العربية السعودية، الدكتور منيف الملافخ، إنَّ العلاقات المصرية - السعودية علاقة متجذرة وضاربة في عمق التاريخ، مضيفًا أنَّ مصر ترتبط بالمملكة العربية السعودية بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية، وزيارة ولي العهد السعودي تؤكد وجود رغبة حقيقية في رفع مستوى العلاقات الثنائية بين القاهرة والرياض، وذلك حسبما صرّح لـ"القاهرة الإخبارية".
كما ذكر أنَّ مصر والسعودية دولتان رئيسيتان في الشرق الأوسط لذا يهمهما استقرار المنطقة وتنميتها، إلى جانب فتح آفاق اقتصادية جديدة بين البلدين.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية السعودي أن تتصدر طاولة "السيسي" و "بن سلمان"، الأزمات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تغيرات جيوسياسية بسبب الأطماع الإسرائيلية، والحرب التي قادتها دولة الاحتلال على قطاع غزة ولبنان والخوف من نشوب حرب إقليمية.
وإلى جانب الحرب في غزة، يتوقع أنَّ تبحث القمة بين القيادتين حفظ النظام العربي الإقليمي، ومزيد من المشاورات وتبادل وجهات النظر في محاولة لحلحلة بعض الملفات الساخنة في خضم بحر من المشكلات تهدد منطقة الشرق الأوسط.
وذكر أن مصر والسعودية تحملان هموم العالم العربي وتحقيق السلام في المنطقة، وعلى مستوى العالم في قضايا تمس الاقتصاد والاستقرار والأمن العالمي.
تصاعد التبادل التجاري
من جانبه، يرى المحلل السياسي السعودي سلمان الشريدة، أنَّ العلاقات المصرية السعودية ارتقت إلى الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، مؤكدًا أنَّ هناك تناغمًا كبيرًا بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي.
وأوضح "الشريدة" أنَّ زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تأتي في توقيت مهم تمر فيه المنطقة بتحديات كثيرة، أبرزها التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي ودول الإقليم، كما أنّ الزيارة تأتي في إطار العمل على إحلال السلام في المنطقة وتعزيز الشراكات بين مصر والسعودية.
وأوضح المحلل السياسي أنَّ العلاقات المصرية - السعودية من أكثر العلاقات العالمية قوة واستقرارًا وثقة، ويرجع ذلك إلى أنها مبنية على مدار عقود طويلة، وتستند إلى أسس استراتيجية كما أنها في نمو مستمر.
وذكر أنَّ مصر والسعودية تربطهما علاقات اقتصادية وثيقة وتصاعد التبادل التجاري ما يؤكد الثقة الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري سوقًا مهمة للمستثمرين السعوديين، إذ توجد ما يزيد على 6 آلاف شركة سعودية تستثمر في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار.
كان الديوان الملكي السعودي أعلن في وقت سابق من اليوم، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوزراء السعودي، غادر الرياض متوجهًا إلى القاهرة، حيث سيلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.