الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طعام منتهي الصلاحية.. اتهامات تلاحق المساعدات الأمريكية في غزة

  • مشاركة :
post-title
معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على الغذاء بسبب العدوان الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

عاد الحديث من جديد حول المساعدات التي تلقيها القوات الجوية الأمريكية على المدنيين المحاصرين في قطاع غزة المحاصر والمدمر، لكن هذه المرة كانت عن مواد غذائية منتهية الصلاحية.

ووسط تحذيرات من مجاعة تلوح في الأفق بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، قام الجيش الأمريكي بإسقاط وجبات الطعام جوًا إلى غزة ويواصل إنشاء ميناء مؤقت لواردات المساعدات على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

غذاء منتهي الصلاحية

ووثّق أحد سكان قطاع غزة المحاصر جانبًا من المساعدات الإنسانية منتهية الصلاحية التي تلقيها القوات الأمريكية من الجو إلى الفلسطينيين في القطاع.

وأظهر مقطع فيديو على منصة "إكس" ناشطًا فلسطينيًا يقول إن الأمريكان يلقون على الأطفال حلويات تاريخها انتهى منذ فترة، ويعرض إحدى تلك المنتجات المنتهية من شهر فبراير 2024.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التطرق فيها لموضوع انتهاء صلاحية المنتجات، في الوقت الذي تشدد فيه السلطات الإسرائيلية إجراءات مرور شاحنات المساعدات.

توثيق بالصور

وذكرت "ميدل إيست مونيتور" أن هناك منتجات غذائية ذات مدة صلاحية محدودة وصلت ضمن شحنة مساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن هناك ناشطًا فلسطينيًا وثّق بالصور قطعة بسكويت حصل عليها كجزء من شحنة مساعدات أرسلها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى قطاع غزة المحاصر.

وسلّط الناشط الفلسطيني الضوء على المنتج الغذائي القادم إلى غزة ضمن المساعدات الذي يتبقى له 20 يومًا فقط في مدة صلاحيته، قائلًا: "إنها انتهت صلاحيتها فعليًا، حسنًا، شكرًا لك على الرغم من ذلك"، وفق "ميدل إيست مونيتور".

وقطعت دولة الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والمياه والكهرباء والوقود عن سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بينما تواصل حملة قصف متواصلة على القطاع أودت حتى الآن بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

تحذير الصليب الأحمر

وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أهمية مراقبة التوزيع لمنع الناس من المخاطرة بحياتهم من خلال استهلاك مواد غير مناسبة أو غير آمنة، محذرة في بيان لها، من أن "توصيل أنواع مفاجئة وغير خاضعة للرقابة من الطعام للأشخاص الذين يعانون سوء التغذية أو حتى من الجوع يمكن أن يشكل مخاطر جسيمة على الحياة"، وفق "بي بي سي".

وأضافت المنظمة "يجب الموازنة بين هذه المخاطر وعدم تسليم أي شيء عن طريق الجو، أو التأخير الذي قد يحدث في التوزيع البري".

ضمان التغليف

ويضيف برنامج الأغذية العالمي أنه يمكن تنفيذ عمليات الإنزال الجوي من ارتفاعات مختلفة، تتراوح من نحو 300 متر إلى 5600 متر (985-18370 قدمًا) في مناطق النزاع، وبالتالي فإن ضمان التغليف القوي أمر بالغ الأهمية للتأكد من قدرة الطرود على تحمل تأثير السقوط على الأرض.

ووفقًا للوكالة، ينبغي أن تكون مناطق الإنزال كبيرة ومفتوحة بشكل مثالي ولا تقل عن ملعب لكرة القدم، ولهذا السبب كانت عمليات التسليم تستهدف في كثير من الأحيان ساحل غزة.

لكن ذلك أدى في بعض الأحيان إلى سقوط المساعدات في البحر أو نقلها بفعل الرياح إلى داخل إسرائيل، بحسب روايات محلية، وفق "بي بي سي".

مساعدات "سخيفة" و"ساخرة"

وانتقد خبير بالأمم المتحدة الجهود الأمريكية لتعزيز المساعدات الإنسانية لغزة منها على سبيل المثال خطط إنشاء ميناء مؤقت وإسقاط المساعدات جوًا في الآونة الأخيرة، التي وصفها بأنها أساليب "سخيفة" و"ساخرة" طالما ظلت هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية. المساعدات العسكرية لإسرائيل مستمرة، وفق "رويترز".

وقال مايكل فخري، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء: "إن عمليات الإسقاط الجوي على وجه الخصوص لن تفعل الكثير لتخفيف حدة سوء التغذية بسبب الجوع، ولن تفعل شيئًا لإبطاء المجاعة"، محذرًا من الفوضى حيث يتدافع الناس الذين يتضورون جوعًا للحصول على الإمدادات.

إسرائيل تسببت في دمار شبه كامل في غزة
أساليب لا معنى لها

وقال فخري، أستاذ القانون اللبناني الكندي المكلف من قِبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتوثيق وتقديم المشورة بشأن الأمن الغذائي العالمي: "إن مثل هذه الأساليب لا معنى لها بينما تواصل واشنطن تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، مع مواصلة الولايات المتحدة تقديم 17.6 مليار دولار إضافية من المساعدات العسكرية الجديدة لإسرائيل لدعم حربها ضد حماس".

وأضاف "فخري"، منتقدًا إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة كجزء من حملة تجويع أوسع". ووصف المبعوث الإسرائيلي ذلك بالكذب وينفي بشدة فرض قيود على دخول المساعدات إلى غزة، وفق "رويترز".

وقال محمود شلبي، مدير برنامج المساعدات الطبية للفلسطينيين، في رسالة صوتية من بيت لاهيا: "إنها تحتوي فقط على طرود غذائية تكفي لشخصين أو ثلاثة أشخاص، لمدة تقل عن يومين أو ثلاثة أيام شمال غزة، وبعضها يحتوي على وجبات تحتاج إلى الميكروويف، وليس لدينا حتى كهرباء في الوقت الحالي"، وفق "إن بي سي نيوز".