نبرز دور مصر منذ فجر التاريخ وتصديرها للعالم كل أنواع العلوم
التصوير مع الجرافيك لم يكن سهلًا.. وملابس الأعمال التاريخية تُصعّب التصوير علينا
صورنا في الفيوم وصحراء مصر والمغرب.. وبناء الديكور استغرق شهورًا
شهريار وجودر يختلفان عني ودرست الأبعاد الثلاثية لهما
رشوان توفيق وش السعد عليّ وعبدالعزيز مخيون كوميديان غير متوقع
أحلم أن أظل مؤثرًا في المشاهدين
من حكايات شعبية ذات موروث أدبي، يخوض ياسر جلال تجربة فنية جديدة بمسلسل "جودر" المأخوذ عن إحدى قصص الرواية الشهيرة "ألف ليلة وليلة" التي قطعت مشوارًا طويلًا عبر قرون عدة، ومازالت تلقى رواجًا حتى وقتنا هذا، ليجسّد الممثل المصري شخصية "جودر" ذلك الشاب الشجاع الذي يواجه العديد من الصعاب في إطار خيالي، كما يجسد في الوقت نفسه الشخصية الشهيرة "شهريار".
حول تجسيد شخصيتي "جودر" و"شهريار" تحدث ياسر جلال في حوار لـ موقع "القاهرة الإخبارية" عن التجربة الجديدة، والصعاب التي واجهته، وسبب تحمسه لها.
هل استعنت بمصادر خارجية لتتعرف أكثر على تفاصيل شخصيتي "جودر" و"شهريار"؟ أم كان السيناريو كافيًا لذلك؟
يمتلك المؤلف أنور عبدالمغيث، طريقة كتابة ممتعة، ويجيد رسم تفاصيل الشخصيات التي يحكي عنها بأسلوب مميز، كما أسهب في وصف أماكن الأحداث، بالإضافة إلى أنني مررت سريعًا على قصة جودر في ألف ليلة وليلة، ولكن الحقيقة أن السيناريو مختلف تمامًا، ويتضمن أحداثًا جديدة مضافة من الخيال لذلك السيناريو كان وافيًا لكل التفاصيل.
المسلسل يأخذ من الحكايات الشهيرة وأجوائها لكنه يواكب العصر والتكنولوجيا الحديثة، هل واجهت تحديًا في دمج العنصرين؟
بالفعل المسلسل به الكثير من أعمال الجرافيك والتي استغرقت وقتًا طويلًا لتنفيذها، وبالنسبة للتصوير أحيانا يكون لدينا مشاهد في الجرافيك نصورها لمدة يوم كامل، ومشاهد أخرى تقسم على أجزاء في أيام مختلفة، والحقيقة أن المسلسل بالكامل صعب لأن الديكورات، والإكسسوارات، والملابس وأماكن التصوير مختلفة.
كما أود الإشارة إلى أن التعامل مع الأعمال التاريخية أو التراثية أمر ليس سهلًا؛ لأن كل الأدوات التي نتعامل بها مُصنّعة وغير مريحة، ولسنا معتادين عليها لأنها من زمن فات، لذلك العمل صعب للغاية.
هل معنى ذلك أنك احتجت إلى تدريبات خاصة من أجل تجسيد الشخصيتين؟
الحقيقية أن الشخصيات مختلفة عني تمامًا، سواء شهريار أو جودر، ولا يوجد أي تشابه بيننا، فأنا فنان بسيط أعشق عملي وأسرتي، أما شهريار ملك، وجودر تاجر وصياد، لكنني في النهاية ممثل محترف ودرست كل شخصية على حدة بأبعادها الثلاثة، المادي الجسدي، الاجتماعي، والبعد النفسي، وهذه الأبعاد الثلاثة تُعد سر تقديم أي شخصية، وساعدتني على التمكن من تجسيد شخصية شهريار، والبطل الثاني جودر الذي بمرور الأحداث تنعكس شخصيته على شهريار فيتغير.
هل تطلب تصوير أجواء المسلسل الخيالية والقديمة الذهاب إلى مناطق محددة؟
بالتأكيد تصوير المسلسل تنوع بين مشاهد داخلية وخارجية، مما اضطرنا للذهاب إلى مناطق محددة في محافظة الفيوم بمصر، وبعض المغارات في صحراء مصر والمغرب، أما بالنسبة للديكورات فقد استغرق إعدادها والتحضير لها عدة أشهر لكي تخرج المشاهد صادقة وتعكس أجواء القصة.
فوجئ المتابعون في اللحظات الأخيرة بتغيير اسم المسلسل من "ألف ليلة وليلة" إلى "جودر".. لماذا؟
لا.. قد يكون اختلط الأمر لدى البعض، لكن المسلسل لم يتغير اسمه من البداية، فكان حكاية جودر بن عمر المصري ومكتوب أسفلها من حكايات ألف ليلة وليلة.
سبق تقديم قصص "ألف ليلة وليلة" في عدة إنتاجات درامية، فما الاختلاف الذي سيشهده جودر؟
الحقيقة أن حكاية جودر لم يسبق تقديمها ضمن حكايات ألف ليلة وليلة كثيرًا، والمسلسل يختلف تمامًا، خصوصًا أننا أضفنا شخصيات جديدة وخطوطًا درامية لم تكن موجودة، وغيرنا في الأسماء، كما وضع المؤلف أنور عبدالمغيث رؤيته الخاصة في العمل، وسيرى الجمهور كيف سيخرج العمل، وأؤكد لهم أنه مختلف للغاية.
يجمعك المسلسل للمرة الأولى مع المخرج إسلام خيري، كيف تجد ذلك التعاون؟
في الحقيقة إسلام خيري مخرج كبير يهتم بالتفاصيل ومجتهد لأبعد الحدود، ويذاكر جيدا تفاصيل كل مشهد، لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينام، وأنا أرتاح في العمل مع هذه النوعية من المخرجين، وبيننا انسجام، كما أنني معجب بطريقة إخراجه للمسلسل وقدم عملًا صعبًا وعلى يقين من أنه سيكون مفاجأة.
يرافقك في بطولة المسلسل النجمتان نور وياسمين رئيس، كيف كان التعاون معهما؟
بالنسبة لنور فهي صديقتي ولدينا تجارب معًا في مسلسلي "رحيم" و"ضل راجل"، ودائما تمثّل إضافة لكل عمل أتواجد به فهي فنانة محترفة وملتزمة، أما ياسمين رئيس فتعد هذه المرة الأولى التي أعمل معها، والحقيقة هي فنانة كبيرة وسعيد بالتعامل معها وتشرفت، وجسدت دور شهرزاد بشكل رائع.
هل تقديمك لعمل مهم بحجم جودر كان أحد أحلامك الفنية التي تحققت؟
كل عمل أقدمه هو مهم بالنسبة لي، ودائمًا أبحث عن الاختلاف، والحقيقة أن جودر مختلف تمامًا عمّا قدمته من قبل سواء في الشخصيات أو النص بالكامل، وأؤكد أننا نقدم عملًا خارج الصندوق كما يقولون، وأحلم وأتمنى أن أظل مؤثرًا في المشاهدين وأقدم أعمالًا فنية ممتعة.
دائما تحمل أعمالك رسائل إيجابية ومهمة للمجتمع فما الرسائل التي يقدمها جودر؟
هناك أكثر من رسالة إيجابية خلال أحداث جودر، ولكن لن أستطيع أن أحرقها الآن، كما أننا نبرز دور مصر منذ فجر التاريخ وتصديرها للعالم كل أنواع العلوم ويتضح هذا من خلال العمل.
ظهور خاص لـ رشوان توفيق الذي أشاد بالعمل معك في حوار معنا.. كيف ترى تواجده هو وعبدالعزيز مخيون بالمسلسل؟
رشوان توفيق هو في مقام والدي وأحبه وبداياتي كانت معه وهو "وش السعد عليّ" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، بالإضافة إلى أنه صديق والدي الراحل، وأنا أرى أنه أستاذ وفنان عظيم وشرفنا بوجوده، أما بالنسبة لـ عبدالعزيز مخيون فبيننا صداقة كبيرة، وهو فنان موهبته جبارة وطاقة تمثيلية رائعة وأنا أرى أن لديه الكثير ليقدمه، ولديه خفة ظل رهيبة وأتمنى أن يقدم عملًا كوميديًا وسينبهر به الجمهور.
الموسيقى المقدمة في البرومو والكلمات من بين العناصر التي جذبت الجمهور كيف وقع اختياركم عليها؟
الموسيقى المقدمة والبرومو وضعت برؤية المخرج إسلام خيري، والموسيقى التصويرية ستكون مبهرة أيضًا ويقدمها الموسيقار شادي مؤنس.
هل الصراع بين جودر وأشقائه سيكون صراع الخير والشر؟
جودر وأشقاؤه يمثلون جزءًا من الصراع وليس الكل، فهناك العديد من الصراعات داخل العمل بين العديد من الشخصيات المختلفة.
ذكرت أن كل فريق العمل قدم تضحيات لخروجه بهذا الشكل.. ماذا تقصد؟
الكثير من الأبطال اعتذر عن أعمال أخرى؛ لأن المسلسل تطلب جهدًا كبيرًا وتفرغًا، والحقيقة أن الكل تفانى لخروج العمل، وكنا نصور مشاهد كثيرة وتحضيرات لكي يخرج بأفضل صورة، وضحينا بالمقابل المادي حتى يخرج المسلسل للنور، ولا يوجد بيننا أحد قام بطلب أجر إضافي؛ لأننا نعمل بحب شديد في المسلسل، وخروجه بأفضل صورة.