زادت حدة الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية الانتقاد الدائم لسلوك جيش الاحتلال، إلى جانب موقف واشنطن الأخير في مجلس الأمن والذي أصدر قرارًا لأول مرة، بوقف فوري لإطلاق النار، مع امتناع أمريكا عن التصويت.
وأتاحت الولايات المتحدة إمكانية تنفيذ القرار بامتناعها عن التصويت، وهو بمثابة الصدمة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، ما دفع نتنياهو إلى إلغاء الرحلة المقررة لوفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة.
أعلن مكتب رئيس الحكومة في تل أبيب، كرد فعل على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة للمرة الأولى.
وكان من المقرر أن يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إلى الولايات المتحدة للقاء كبار المسؤولين الحكوميين، لطرح بدائل للهجوم البري الذي خططت له إسرائيل في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة والذي رفضته الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، ومقترحات واشنطن لتوسيع المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون في قطاع غزة.
ودعا مجلس الأمن للمرة الأولى إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وامتنعت الولايات المتحدة، صاحبة حق النقض، عن التصويت، مما مكن من اعتماد القرار، وصوّت أعضاء اللجنة الـ14 المتبقون لصالح القرار.
وبات إلغاء رحلة الوفد الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، المكون من اثنين من المقربين من رئيس الحكومة، نقطة تحول أخرى في علاقة إسرائيل مع أهم حليف لها، في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب اختلاف واشنطن بشكل متزايد مع سلوك إسرائيل في الحرب في قطاع غزة.
ومين بين نقاط الاختلاف، المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، والتي تعتقد الولايات المتحدة والمنظمات الدولية أنها غير كافية.
وعلى الجانب الأمريكي، أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، عن خيبة أمله إزاء إلغاء رحلة ممثلي الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا: "أن هذا لا يعني أننا لم تعد لدينا الفرصة للتحدث معهم وإجراء محادثات".