الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جالانت في واشنطن.. زيارة تأمين تدفق السلاح الأمريكي لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ونظيره الأمريكي لويد أوستن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى الولايات المتحدة، اليوم الأحد، لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، حول الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وسط تصاعد التوترات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن.

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي، قد كشف عن تلك الزيارة، قبل يومين، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، إن جالانت يتوجه إلى واشنطن، حاملاً قائمة طويلة من الأسلحة الأمريكية التي تسعى إسرائيل للحصول عليها على وجه السرعة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه أول زيارة يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، منذ توليه منصبه قبل أكثر من عام، حيث من المقرر أن يجتمع مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين.

وبحسب مسؤولين، تحدث جالانت وأوستن هاتفياً، الأربعاء الماضي، وناقشا الرحلة المرتقبة للوزير الإسرائيلي، الذي أخبر نظيره الأمريكي أنه قادم بقائمة من طلبات أنظمة الأسلحة المحددة.

وأبلغ جالانت أوستن، في اتصال سابق، أنه سيجلب معه المدير العام لوزارة الدفاع المتقاعد إيال زامير، المسؤول عن مشتريات الأسلحة الإسرائيلية، إذ شدد على أنه يريد من كبار مسؤولي "البنتاجون" لقاء زامير على هامش الزيارة، لمناقشة التفاصيل الفنية لطلبات الأسلحة الإسرائيلية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن قائمة المطالب "لن تشمل فقط طلبات قصيرة الأجل للحرب على غزة، ولكن أيضًا طلبات طويلة الأجل، بما في ذلك خيار شراء المزيد من الطائرات المقاتلة من طراز F-35 و F-15"، موضحًا أن إسرائيل تريد تسريع توريد الطائرات وأنظمة الأسلحة الأخرى قدر الإمكان.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن أوستن أخبر جالانت أنه بحاجة إلى أن يكون على دراية بالأجواء في واشنطن، فيما يتعلق بالحرب في غزة، وتحديداً عندما يتعلق الأمر بالأزمة الإنسانية المتزايدة في القطاع.

كما ناقش جالانت مع أوستن أفكاره حول اليوم التالي للحرب، خاصة البدائل الممكنة لحركة "حماس"، عندما يتعلق الأمر بالحكم في غزة.

بدوره، أخبر وزير الدفاع الأمريكي نظيره الإسرائيلي، أنه بحاجة إلى أن يجلب معه إلى واشنطن سياسات جديدة وأفكارًا جديدة حول كيفية تحسين الوضع الإنساني في غزة، بحيث تظهر أن إسرائيل تزيل أي حواجز أمام إدخال المساعدات إلى غزة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، إن أوستن وجالانت تحدّثا عن المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وأثار أوستن الحاجة إلى النظر في بدائل لعملية برية كبيرة في رفح، مع التأكيد على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة "حماس"، كما ناقش الجانبان "الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وزيادة تدفق المساعدات بشكل عاجل إلى غزة عبر المعابر البرية".

ومنذ هجمات 7 أكتوبر، أصبح جيش الاحتلال يعتمد بشكل متزايد على الأسلحة أمريكية الصنع في الحرب على غزة، وسيعتمد عليها إذا تصاعد الصراع مع جماعة "حزب الله" في لبنان، بحسب "أكسيوس".

ويتم التدقيق بشكل متزايد في إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، حيث يدعو كثيرون داخل الحزب الديمقراطي وإدارة الرئيس جو بايدن، إلى وضع شروط على استخدام إسرائيل للأسلحة أمريكية الصنع.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم "قلقون" بشأن وتيرة شحنات الأسلحة الأمريكية، وإن البنتاجون قد يبطئ تسليمها، إذ يواجه بايدن تدقيقًا متزايدًا بشأن إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال مسؤول أمريكي إنه "لا يوجد بطء"، مضيفًا أن أوستن سيبلغ جالانت بأن وتيرة إمدادات الأسلحة مرتبطة بالإمدادات الأمريكية المتاحة، وحاجة الكونجرس للموافقة على تمويل تكميلي.

وكان جالانت وقّع، الخميس الماضي، رسالة إلى إدارة بايدن يؤكد فيها أن إسرائيل ستستخدم الأسلحة الأمريكية وفقاً للقانون الدولي، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إلى غزة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أرسل السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو، برقية إلى وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون والبيت الأبيض يشهد فيها على أن "الالتزام الإسرائيلي ذو مصداقية"، حسبما نقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي.

وسيتعيّن على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقديم شهادة مماثلة قبل 25 مارس الجاري. وفي مايو، سيتعيّن على وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونجرس عما إذا كانت إسرائيل قد نفّذت التزاماتها.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لواشنطن، بعد جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأخيرة في المنطقة، والتي حذر خلالها من أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون "خطأ" من شأنه أن "يخاطر بالمزيد من عزلة إسرائيل حول العالم".

وتحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحذير الأمريكي، وقال يوم الجمعة، إن جيش الاحتلال مستعد للمضي قدمًا في عملية رفح "وحده" دون دعم أمريكي.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال الاثنين الماضي، إنه طلب من نتنياهو إرسال فريق إلى واشنطن، لبحث كيفية تجنب عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح.

لكن مسؤول دفاعي أمريكي، قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إن اجتماع جالانت المقرر مع أوستن منفصل عن زيارة الوفد التي طلبها بايدن.

وفي الشهر الماضي، أصدر بايدن بروتوكولًا جديدًا يطالب الدول التي تتلقى أسلحة أمريكية، بأن تؤكد كتابيًا أنها تلتزم بالقانون الدولي، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.

وذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية، أن جو بايدن لا يريد أن يكون الرجل الذي توقف عن تسليح إسرائيل، لأسباب ليس أقلها أن ذلك من شأنه أن يترك البلاد عرضة للترسانة الهائلة لحزب الله عبر الحدود الشمالية مع لبنان.

لكن الرئيس الأمريكي يحتاج إلى رؤية تدفق الغذاء إلى غزة على الفور، وقد حاول أن يسأل نتنياهو بلطف، والآن عليه أن يصبح صارمًا، وفق الصحيفة.