الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اتهامات لـ"ماكرون" باستغلال أوكرانيا انتخابيا.. اليمين واليسار ينتقدان قراراته

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الصراع الدائر في أوكرانيا، تشهد الساحة السياسية الفرنسية توترًا متصاعدًا بين الرئيس إيمانويل ماكرون وخصومه من اليمين واليسار، إذ أثار التصويت البرلماني لصالح اتفاقية أمنية مع أوكرانيا لمدة 10 سنوات جدلًا حادًا، واتهم حزب التجمع الوطني اليميني الرئيس الفرنسي باستغلال هذه الأزمة الدولية لأغراض انتخابية قصيرة الأمد.

في هذا السياق الملتهب، تبرز خلافات حادة بين القوى السياسية الفرنسية حول مسألة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، فبينما يؤيد ماكرون تقديم المساعدات العسكرية لكييف، تعارض أحزاب اليمين واليسار المتطرفة هذا الخيار، متهمة الرئيس بالانجرار وراء أجندة حلف شمال الأطلسي "الناتو".

استغلال أزمة دولية

تمت الموافقة على الاتفاق بأغلبية 372 صوتًا مقابل 99، وامتناع 148 نائبًا عن التصويت، في حين صوّت حزب جان لوك ميلينشون اليساري "فرنسا الأبية" ضد الاتفاقية، في الوقت الذي امتنع فيه حزب التجمع الوطني اليميني بزعامة مارين لوبان عن التصويت.

ووفقًا لصحيفة "ليبراسون" الفرنسية، أعلنت لوبان أمام البرلمان قائلة: "إما أننا نؤيد ماكرون، وإما أننا متهمون بأننا مؤيدون لبوتين"، متهمة الحكومة بـ"اختطاف واستغلال أزمة دولية كبرى من أجل أجندة انتخابية قصيرة الأجل".

وعارض كل من لوبان وميلينشون انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، كما عارضا فرض عقوبات اقتصادية على موسكو وتسليم أسلحة ثقيلة إلى كييف.

حزب لوبان وحكومة ماكرون

ويتقدم حزب لوبان على حزب ماكرون بفارق 13 نقطة قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو المقبل، وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة لوموند، نُشِر يوم الثلاثاء، في الوقت الذي حاول فيه الرئيس الفرنسي تصوير منافسه اليميني على أنه عميل مؤيد للكرملين.

ويعارض التجمع الوطني دائمًا العقوبات والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقال المتحدث الرسمي باسم حزب النهضة الرئاسي بنجامين حداد لصحيفة "بوليتيكو"، أول أمس الثلاثاء: "لو كانوا في السلطة، لكانوا سمحوا لروسيا بالفوز".

وقع على الاتفاق المعني ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة الأخير باريس الشهر الماضي، وفي انعكاس لاتفاقيات مماثلة وقعتها أوكرانيا مع ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا، فإنها تتضمن التزامات من جانب باريس بدعم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وتدريب جنودها، وإرسال 3 مليارات يورو كمساعدات خلال الفترة المتبقية من عام 2024.

وفي حين تم التوقيع على الاتفاقية بالفعل لتصبح قانونًا، فقد عرضها حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون أمام البرلمان لإجراء تصويت "لتوضيح" موقف كل حزب بشأن استمرار المساعدة، حسبما قال حداد لشبكة "فرانس إنفو" الفرنسية.

وفي خطاب ألقاه قبل التصويت، ادعى رئيس الوزراء جابرييل أتال أن انتصار روسيا في أوكرانيا من شأنه أن يشكل "خطرًا حقيقيًا وملموسًا" على "الحياة اليومية للشعب الفرنسي"، مستهدفًا حزب التجمع الوطني على وجه التحديد، إذ وصف أتال الامتناع عن التصويت بأنه "فرار من مسؤوليتك تجاه التاريخ وخيانة لأعز ما لدينا".

وكتب موقع "يورونتليجانس" للتحليل السياسي، الأسبوع الماضي، أن ماكرون وحلفاءه "يبدو أنهم قرروا إدارة حملة على أساس الخوف بدلًا من الأفكار"، مضيفًا أن الناخبين الفرنسيين أكثر قلقًا بشأن الهجرة والسياسة الزراعية والقانون والنظام -المجالات التي تحصل فيها مارين لوبان على تصنيفات أعلى- من الصراع في أوكرانيا، وهكذا تثير استراتيجية الحملة هذه لدى الغالبية الرئاسية تساؤلات حول قدرتها على إقناع الفرنسيين بالقضايا التي تمس حياتهم اليومية.