الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة جالانت.. الاحتلال يناور قبل الاجتماع الصعب بين بلينكن ونتنياهو

  • مشاركة :
post-title
نزوح سكان غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يسعى مسؤولو الاحتلال جاهدين إلى تجنب الإحباط المتزايد في واشنطن، من خلال طرح خطة بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، قبل الاجتماع الصعب، كما وصفته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا قويًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أن شنّ عدوانه على غزة، قبل ما يزيد على ثلاثة أشهر، لكن واشنطن تسعى لممارسة الضغط على مسؤولي الاحتلال، لأجل خفض التوترات الإقليمية، والمساعدة في تجنب صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وأوضحت "ذا جارديان"، أن بلينكن خلال زيارته المقبلة لإسرائيل، من المتوقع أن يمارس ضغوطًا على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة، والسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وكبح جماح وزراء اليمين المتطرف الذين دعوا إلى إعادة التوطين الجماعي للفلسطينيين، وهي الدعوات المتطرفة التي أدانتها الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها تحريضية وغير مسؤولة.

كما أن نتنياهو نفسه، أثار غضب واشنطن برفضه حتى الآن المشاركة في أي تخطيط تفصيلي لحكم غزة عندما ينتهي العدوان الإسرائيلي، ورفض الخيارات المفضلة للولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة، إنه في الأيام الأخيرة، سارع كبار الوزراء الإسرائيليين إلى تقديم بعض مقترحات ما بعد الحرب، وتكرار الوعود السابقة بأن جيش الاحتلال سوف ينتقل إلى تكتيكات أقل تكلفة بالنسبة للمدنيين.

اقتراح جالانت

ولفتت الصحيفة إلى الاقتراح، الذي طرحه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أول أمس الخميس، بأن يحتفظ الاحتلال بالسيطرة الأمنية على غزة، لكن مع وجود هيئة فلسطينية غير محددة تدير القطاع بتوجيه إسرائيلي، وأن تتولى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميون مسؤولية إعادة إعمار القطاع.

وبموجب خطة جالانت، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة سيستمر حتى يتم إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، وتفكيك القدرات العسكرية والحكومية للحركة. وبعد ذلك، تبدأ مرحلة جديدة تتولى خلالها هيئات فلسطينية غير محددة -على ما يبدو موظفون حكوميون محليون أو زعماء مجتمعيون- إدارة القطاع.

ومع ذلك، لاحظ المراقبون الإسرائيليون أن مقترحات جالانت ليست سياسة رسمية، ولم يتم تقديمها بعد إلى وزراء آخرين، ومن غير المرجح أن تنجح، وفق "ذا جارديان".

ونقلت الصحيفة عن ميراف زونسزين، المحللة في شؤون إسرائيل وفلسطين لدى مجموعة الأزمات الدولية، قولها: "إن الجيش الإسرائيلي يعرض خطته على السياسيين للنظر فيها، وهذه وصفة لكارثة"، وأضافت ميراف: "إن فكرة الرغبة في أن يتولى الفلسطينيون المحليون الحكم المحلي هي النهج الصحيح، ولكن عليك أن تتركهم يختارون".

الخطة الأمريكية في غزة

وتختلف الخطة التي حددها جالانت بشكل صارخ عن الدعوات الأمريكية لإعادة تنشيط السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، إلى جانب الضفة بعد توحيدهما، وبدء مفاوضات جديدة نحو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الرحلة سهلة.. من الواضح أن هناك قضايا صعبة تواجه المنطقة وخيارات صعبة أمامنا".

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على جيش الاحتلال، لأجل التحول إلى عمليات عسكرية أقل كثافة في غزة. وفي انتقاد علني نادر، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشهر الماضي، من أن إسرائيل تخسر الدعم الدولي بسبب "هجماتها العشوائية" على غزة.

آثار العدوان

وأدى الهجوم الجوي والبحري والبري الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، إلى استشهاد أكثر من 22600 شخص، ثلثاهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع.

وجراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، تحول شمال غزة إلى أنقاض، وتم تهجير نحو 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأُجبروا على العيش في مناطق أصغر من أي وقت مضى، ويعاني ربع السكان الآن من الجوع، بسبب عدم وصول الإمدادات الكافية، وفقًا للأمم المتحدة.

وقال جالانت، في بيان، إن القوات الإسرائيلية ستتحول في شمال غزة إلى "نهج قتالي جديد" يركز على الغارات وتدمير الأنفاق والأنشطة الجوية والبرية والعمليات الخاصة.

وحسب "ذا جارديان"، لم يكن من الواضح على الفور كيف يمكن أن يختلف هذا النهج عن العمليات الحالية، على الرغم من أن انسحاب قوات الاحتلال الأخير من غزة قد يشير إلى تغيير وشيك في التكتيكات.

وتفيد التقارير بأن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي لم يتوقفا منذ إعلان جالانت، حيث كثفت الطائرات والدبابات هجماتها على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في المغازي والبريج والنصيرات وسط غزة، وعلى خان يونس جنوب القطاع.

دعوات التهجير المتطرفة

ومن المخاوف الأخرى لإدارة بايدن، الدعوات الصادرة عن أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو لتشجيع الفلسطينيين على تهجير سكان غزة بشكل جماعي.

وتأتى الدعوات المتطرفة الإسرائيلية وسط تقارير غير مؤكدة في دولة الاحتلال عن مقترحات لإقناع الدول الأخرى بقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين، والتي أثارت مخاوف في معظم أنحاء العالم العربي من أن إسرائيل تريد طرد الفلسطينيين من الأراضي التي يريدون بناء دولتهم المستقبلية عليها، مكررة التهجير الجماعي للفلسطينيين في " النكبة" عام 1948.

ووصفت رواندا، أمس الجمعة، التقارير التي نشرتها وكالة أنباء إسرائيلية عن محادثات بين رواندا وإسرائيل بشأن نقل الفلسطينيين من غزة بأنها "معلومات مضللة تمامًا.. يجب تجاهلها".